نَجْوَى ابْتِسَامَةِ رُوحِكِ الحَزْنَى دَلَجَتْ جَهَنَّمَ مُهْجَتِي عَدْنَا
أَرْنُو وَجَفْنُ الْعَيْنِ زَوْرَقُ وَامِقٍ يَخْشَى النَّجَاةَ مِنَ الَّذِي يَعْنَى
وَعَلَى بِسَاطِ السُّهْدِ يَفْتَرِشُ الْمُنَى لَيْلٌ لِبَهْجَةِ بَدْرِهِ حَنَّا
فِي الْفَضْلِ صَوْمَعَةُ الْحَيَاءِ لِنَاسِكٍ يَا مَنْ بِكُلِّ فَضِيلَةٍ تُكْنَى
نَفَشَتْ نِعَاجُ رَصِينِ فِكْرِكِ فِي النُّهَى فَفَتَنْتِنِي دَاوُودَكِ الْمُضْنَى
مَا حَلَّ طَيْفُ الشَّوْقِ إِلَّا بِالرِّضَا أَثْنَى عَلَيْكِ الذَّوْقُ مَا اسْتَثْنَى
بَشَّرْتُ يَعْقُوبَ الْحَنِينِ وَسِرْتُ فِي دَرْبِ الْأَنِينِ لِيُوسُفِ الْمَعْنَى
لَا جُبَّ يدَّلِجُ الرَّجَاءَ وَلَا صَدَى يُنْجِي النِّدَاءَ وَلَا جَوًى يُجْنَى
ضَاقَتْ عَلَيْكِ الْأَرْضُ مِنْ هَرَفِ الْوَرَى فَسَمَوْتِ يَا فَلَكِيَّةَ السُّكْنَى
فِي سَفْحِ قَلْبِكِ جَنَّةٌ مِنْ نَرْجِسٍ وَعَلَى لِسَانِكِ عَنْدَلٌ غَنَّى
وَلِحُرِّ رَأْيِكِ هَامَةٌ وَلِبَدْرِ رُو حِكِ هَالَةٌ قَدْ ضَمَّتِ الْكَوْنَا
خَفَرَتْ مَهَابَتُكِ الشَّغَافَ فَلَمْ تَزَلْ تُقْصِي اللَّطَافَةَ كُلَّمَا أَدْنَى
لَمْ تُبْقِ لِي إِلَّا الْتِفَاتَةَ خَاطِرٍ لَأْدُسُّنِي فِي اللَّحْظَةِ الوَسْنَى
أَوْقَفْتُ تَحْنَانِي عَلَيْكِ كَأَنَّمَا حَمَلَتْكِ رَحْمُ حُشَاشَتِي وَهْنَا
وَفَزِعْتُ مِنْ نَفْسِي إِلَيْكِ كَأَنَّنِي قَلَقٌ رَأَى فَلَقَ الرُّؤَى جِنَّا
أَجْرَيْتُ نَهْرِي لِلْجَنُوبِ سَكِينَةً وَنَسِيْتُنِي فِي الضَّفَّةِ الْيُمْنَى
وَعَصَفْت بَالْقَيْسَينَ عَصْفَ مَنِ ارْتَقَى بِالْحُبِّ لَا لَيْلَى وَلَا لُبْنَى
فَالْحُبُّ أُصْدَقُ مَا يَكُونُ مَتَى نَمَى لِلرُّوحِ قَبْلَ الْحُسْنِ وَالْحُسْنَى
شَيَّدْتُ قَصْرَكِ فِي الضَّمِيرِ بَلَاطُهُ إِثْمُ الْأَنَا وَبَرَاءَةُ الْمَغْنَى
وَأَقَمْتُ مِحْرَابَ الْمُرُوءَةِ قِبْلَةً لِصَلاةِ شَوْقٍ أُتْرِعَتْ حُزْنَا
فَإِلَامَ تُجْفِلُكِ الرِّيَاحُ وَقَدْ قَضَتْ أَلَّا تُقِيمَ لِطَائِرٍ وَزْنَا
وَالشَّكُّ مِقْصَلَةُ الْفُؤَادِ فَأَيُّنَا أَغْنَى الْوِدَادَ وَأَيُّنَا اسْتَغْنَى
أَهْمِي بِدَمْعِكِ كُلَّمَا حَزَبَ الْأَسَى وَأَهُشُّ هَمَّكِ كُلَّمَا هَنَّا
سِيَّانِ يَا صِرْفَ النُّضَارِ عَلَى الْمَدَى أَحْنَى عَلَيْكِ الصَّرْفُ أَمْ أَخْنَى
لَا تَحْرُثِي الْأَحْزَانَ كُلُّ جدُوبَةٍ تَعْنُو أَمَامَ سَحَابِكِ الْهَوْنَا
أَوْ تَسْفَحِي اللَّحَظَاتِ كُلُّ هُنَيْهَةٍ قَدَرٌ مَضَى وَالعُمْرُ لَا يَأْنَى
عِبْئًا نَكُونُ عَلَى الْحَيَاةِ إِذَا انْطَوَى عَنْ كَوْنِهِ مِنْ يَمْلِكُ الشَّأْنَا
وَإِذَا تَخَاذَلَتِ الدُّرُوبُ عَنِ الْهُدَى أَنَّى سَنَبْلُغُ مَجْدَنَا أَنَّى
فَتَوَهَّجِي نَحْوَ الْمَجَرَّةِ نَجْمَةً تَلِجُ الْمَجَالَ لِنَجْمِهَا الأَسْنَى
لَا يَحْفَظُ الْإِنْسَانَ مِنْ فِتَنٍ سِوَى وَطَنٌ بِكَفِّ مَحَبَّةٍ يُبْنَى
وَالدَّهْرُ يَدَّخِرُ الْبَشَائِرَ فِي غَدٍ لَوْ أَنَّنَا بِاللَّهِ آمَنَّا




