لما صدرت الأوامر "الكريمة" بتجديد مدينة جدة وإزالة الأحياء العشوائية
كانت ديارنا من ضمن هذه الديار فتحولنا عنها إلى غيرها ، وكتبت هذه الأبيات
لما افترقت أنا و إخوتي ، وكنا لم نفترق منذ ولادتنا حتى بلغنا الستين عاماً .
إِنَّا افّتَرَقّْنَا في رِضَى الأَيْامِ مَا كَانَ مِنّْ بِأسٍ بِنَا و خِصَامِ
سَتْونَ عاماً لَمْ يُفَارِقُ بَعْضُنَا بَعْضَاً وَ لَمْ نَغْفَلّ عَنِ الأرْحَامِ
مِنَّا الَـذي لِلْهَمِ قَـامَ يَصُدُهـُ مُتَحَمِـلاً مـا كَـانَ مِنْ آلامِ
يُفْدي كِرامَاً لا يُفَارِقُ مَجْلِساً قَدّ ضَمْهًمْ شَيءٌ مِن الإنْعامِ
وَ كَذَاكَ مِنَّا مَنْ يَقُومَ بِفِكّرِهـِ يُهْدي لَنَا مِنْ رَوْعَةِ الأفْهَامِ
أو مَنْ بِمَالٍ كَانَ يَبْذُلَ لا يَرَى بَأساً مَعَ الإنْفَاقِ والإكْرَامِ
أو مَنْ يَقُومَ بِجَهْدِهـِ و بِنَفْسِهِ حتى يَنَالَ المَجّْدَ في الإقْدَامِ
فإليكَ يَا رَحْمَنُ جِئْتُكَ رَاجِياً بَارِكْ لَـنَـا في قَـادِمِ الأيّْـامِ