غَيّرتُ رغـمَ قناعاتـي شعاراتـي فلا أرى المجدَ في معنـى انتصاراتـي!
يئستُ ممّا أراني الدهـرُ مـن ألـمٍ فلستُ أشتاقُ للمستقبـلِ الآتـي!
ولم يعُدْ في ثنايا الروحِ مـن أمـلٍ فليس فيها سوى طعمِ انكساراتـي!
قد أذبلَ اليأسُ روحي فالأسى كَفَني ولم تعُـدْ ذات ألـوانٍ مساءاتـي!
فلستُ أخشى جديداً لو أتى جلـلاً جاوزتُ حدَ الأسى في نزفِ أنّاتـي!
ذابَ الطموحُ بمكرِ الدهرِ فانكسرَت أغصانُ قلبي أسىً في نَيْـلِ غاياتـي!
فكلما سَنَحَت للأُفـقِ بارقـةٌ تغتالهُـا فـي تَجَلّْيهـا اضطراباتـي!
وما صمودُ الجبالِ الشُـمِّ يُنقِصُهـا قَدْراً سوى أنّهـا دونَ الغمامـاتِ!
فالنفسُ يا للأسـى لـولا تَعنُتِهـا لاستسلمت منه واختلّت له ذاتي !
ويالقلبـي فتلـك النـارُ تـمـلؤهُ وهجاً فلا ترعـوي فيـهِ صباباتـي!
ويالِصبري وياللروحِ كيـفَ أبَت أن تدرك السعد في البيداء مرساتي!
فالهَمُّ يا لفـؤادي كيـف يحملـهُ ولم تَزِدْهُ سـوى عزمٍ صراعاتـي!
فكُلُ هَمٍ يذيبُ الصخـرَ أيسَـرُهُ وأعظمُ السعدِ لا يطفي اشتعالاتـي!
هل يُخمدُ النارَ ما أُبديهِ من جَلَـدٍ وهل سَتُنْقِصُ أحزانـي مواساتـي؟!
هيهات..إنَّ هشيمَ النـارِ يُشعلـهُ هَبُّ النسيمِ.. فَتُذكيهِ إضطراماتـي!!
ولم أزلْ فـي ثباتـي لا يزحزحنـي طغيانُ يأسي ولا طوفـانُ مأساتي !
ولم أزلْ في حياضِ المـوتِ أطلبـهُ وأسْتَلِـذُّ "تِباعـاً" فـي منيّاتـي!
ولـم أزلْ مؤمنـاً باللهِ معتصـمـاً بحبلـهِ رغـم أصـداءِ إعترافاتـي
فلم يَئِن أن ينالَ اليأسُ مـن أملـي وتلكَ فـوقَ رذاذُ الغيـمِ راياتـي





