عُذْرَاً صَغِيرِي

يتقلبُ المرء بين مشاعر وأحاسيس شتى ، فمن حزنٍ لفرحٍ ، ومن كربٍ وهمٍ لفرج وسعة ، يحب أحياناً ويكره أخرى ، ولعلَ أشد ما ينتاب المرء ويؤثر في سلوكه ، شعور الغضب ، فيصبح الحليم فيه حيرانا ، والعاقل جاهلا ، ولا أدل على ذلك من حديث الرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أوصني ، قال لا تغضب . فردد مراراً قال لا تغضب . وما كان تكرار السؤال من السائل إلا طلباً لوصية كاملة جامعة ، وما كان تكرار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( لا تغضب )) إلا دليلاً على أهمية هذا الأمر .
وقد انتابني هذا الشعور يوماً ، وبلغ بي الغضب كل مبلغ ، وفي خضم هذا الشعور ، عصى أمري ابني الوحيد (( حسن )) ، فلذة الكبد ، ومهجة الروح ، فما تمالكتُ نفسي فقسوت عليه ، قسوت عليه جداً ، وضربته ضرباً أحس بطعناته في فؤادي كلما تذكرته ، ثم أحسست بالندم ، كيف أغلظت على تلك البراءة ، وعميتُ عن ذلك النور فكتبتُ هذه الأبيات :

الهَمُّ يا قرَّة العينين يحويني والنارُ في داخل الأحشاء تكويني عذراً صغيري فقد أغلظت في أدبي يا مهجة الروح هل عذري سيكفيني ؟ قسوتُ ويحيْ على مَنْ ؟ أنْتَ يا ولدي يا قبَّحَ الله جهلي حين يغويني بئس الأبوة يا طفلي إذا خنقتْ براءةً بلغتْ عمرَ الرياحينِ يا ليتها قبل ذاك الضرب قد قطعتْ كفي وأودعتها في حفرة الطينِ تالله ما قرَّت العينان ما رقدتْ من بعدها فدموع منك تأتيني دمعُ البراءةِ من عينيك يا ولدي كأنها أسهمٌ في القلبِ ترميني ونظرة الخوف في الحلقومِ تخنقني تكادُ تقضي على عمري وتنهيني وصرخةٌ منك حين الضربِ في كبدي كأنها طعنةٌ حرَّى بسكينِ غضبتُ لا منكَ .. يا ويلي .. فكيفَ إذاً تكونُ أنت الفدا كبشَ المُضحِّينِ يا قبَّحَ الله فعلي حين أرفعها كفي فأهوي على طفلي ويرجوني ضربته ضربةً ما كنتُ أحسبها إلا وربي كأفعالِ المجانيينِ عذراً صغيري فعقلي طاش يا ولدي وجمرةُ الغضبِ الممقوتِ تُعْمِيني أمثلُ عينيك تبكي قسوتي وأنا من أجل راحتها نومي يجافيني حسبي إلهي على من كان سَبَّبَهُ ضربي لكم بقبيحٍ منه يأتيني من غيرك الذنبُ لكن قسوتي وقعتْ عليك لا أسعد الرحمنُ مبكيني عذراً صغيري وما والله أحسبهُ عذري لكم يا حبيبي سوف ينسيني

تَقطَّعَ القلبُ لا من حدِّ سِكّينِ بل من أسى والدٍ في الهمِّ مِسكينِ يا من تألَّمتَ في الأعماقِ في ندَمٍ ورُحتَ تصرخُ شِعراً كالمجانينِ إني أحيّيكَ صدقا شاعراً وأباً قد عزّر النفس في أغلى الميادينِ أدعو الغفورَ بأن يعطيكَ مَغفرةً ويحفظَ الإبنَ في الأخلاقِ والدّينِ

أخي الكريم

ابن حيزان

بداية ارحب بك في واحتك واحة الفكر والادب

وموطن الشعراء المبدعين فاهلا وسهلا..

قصيدة رائعة جدا وصادقة وصارخة تنمُّ عن

تمكن شاعر من التعبير عن احاسيس قل

ان نجد الموفقين في التعبير عنها بهذا

الجمال وهذه الروعة..

تحياتي وترحيبي

المخلص

ابن بيسان

احساس أب بكل المعانى
تناثر هنا على هذه الصفحة
أحساس بالحب الممتزج بالخوف
بالعطف الممتزج بالقوة
والقسوة الممتزجة بالحنان
احاسيس مختلطة ومتشابكة تعبر عن الحب من قلب أب
والاعتذار الخجول عن قسوة اثناء غضب
لتظهر كل الحنان بعدها
,
,
اخى العزيز ابن حيزان
اهلا بك معنا وكم اسعدنا انضمامك لنا
ونتمنى ان نقرأ المزيد من ابداعك

وكل عام وانت بخير

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

يا مرحبا يا أخا الإسلام والدين يا ابن الجزائر بوحٌ منك يشجيني لا أحزن الله قلباً منك أسعدني ولا أذاقك مر العيش والهونِ

وياسمين التي بالعطر تملأنا يفوح منها ويسري في البساتين يا بارك الله فيها بنت أمتنا بنت العقيدة والتوحيد والدين

عفواً أخي ابن بيسان ظننتك من لقبك من الجزائر ، فاسمح لي بتغيير البيت الأول :

يا مرحبا يا أخا الإسلام والديـن فتى فلسطين بوحٌ منك يشجيني لا أحزن الله قلباً منك أسعدنـي ولا أذاقك مر العيـش والهـونِ

أخي الكريم والشاعر المبدع ابن حيزان:

دعني أرحب بك ترحيباً حاراً هنا في واحتك واحة الفكر والأدب وبين النخبة من أخوانك في أسرتنا الكريمة. كما وأعتذر عن تأخري في الرد عليك وعلى الآخرين لظروف قاهرة وأملي منك ومنهم بأن يغفروا لنا تقصيرنا.

قرأت أبياتك الرائعة هذه في أول مساركاتك فعلمت أننا أمام شاعر فحل وأب محب حنون ولقد هزتنا أبياتك فما غادرناها إلا ونحن نترنم بهذه الأبيات المتواضعة ..

لا تُهْلِكَ النَّفْسَ هَمَّاً ثَمَّ مَحْزُوْنِ وَاسْتَغْفِرَ اللهَ إِِنَّ اللهَ يَكْفِيْنِ قَدْ آلَمَ النَّفْسُ عَصْفٌ لِلأَسَى وَشَجَىً فَكُلُّ آهٍ مِنَ الأَنْفَاسِ تُرْدِيْنِي كَمْ هَزَّ قَلْبِي حَنَانٌ صَادِقٌ بِأَبٍ حَتَّى لأُقْسِمُ بِالزَّيْتُوْنِ وَالتِّيْنِ بِأَنَّ فِي لَوْمِكُمْ لِلنَّفْسِ مَغْفِرَةً وَأَنَّ مَوْعِدُكُمْ فِي رِفْقَةِ العِيْنِ وَبِتُّ أَدْعُوْ بِاَنْ تَلْقَاهُ مبتسماً وَأَنْ يُبَارِكَ فِي نَسْلٍ وَفِي دِيْنِ

تحياتي وودي وأرجو أن نراك بيننا دائماً لنرتقي بالفكر والأدب معاً بما يخدم الدين والأمة.

مرحباً بأستاذنا الفاضل وأخانا الحبيب سعيد العمري ، والتقائي بكم في هذه الواحة الغناء بأمثالكم شرف كبير لي ، أسأل الله جل وعلا أن يجعل اجتماعنا وتفرقنا فيه وحده .

إن الطفولة كالغيمات ترويني هم ماء مزن من الجنات يأتيني الطفل نور صباحي ثغر أمنيتي إن ما تبسم زال الحزن في الحين أعدو تراني وأشواقي تسابقني في مرج حبٍ وحس الرشد يجفيني

......................



مرحبا


أسعد الله الصباح


لفت انتباهي شطر بيت أخي الكريم سمير إذ يقول :حَتَّى لأُقْسِـمُ بِالزَّيْتُـوْنِ وَالتِّيْـنِ


أخي .. كقاعدة في التوحيد علمناها حين كنا في المرحلة الاعدادية في عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لايجوز الحلف بغير الله حتى بما حلف به الله ( فلله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس للعبد أن يقسم بغير الله ).. ودليله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
(وقال ابن مسعود رضي الله عنه :( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أحلف بغيره صادقا)قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية ( الأنداد: هو الشرك , أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل . وهو أن تقول : والله وحياتك يافلان , وحياتي , وتقول لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص . وقول الرجل لصاحبه : ماشاء الله وشئت , وقول الرجل : ولولا الله وفلان , لاتجعل فيها فلانا . هذا كله به شرك ) وجاء فيمن لم يقتنع بالحلف بالله : ( عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لاتحلفوا بآبائكم . من حُلف له بالله فليصدق . ومن حُلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله )



فمثلا حلف الله بالشمس والقمر والنهار ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذ جلاها والليل إذا يغشها والسماء ومابناها والارض وماطحاها ونفس وماسواها ) فهل يجوز لنا أن نحلف بها ..؟ قطعا لا.. فالله حين يقسم بها يعظمها تعظيما لذاته التي أبدعتها .. وأما نحن فنقسم به تعظيما لذاته التي أبدعت كل مافي الكون
ولقد خاف نبينا علينا من الشرك بأنواعه حتى أنه قبل نصيحة اليهودي حين أتاه منتقصا لاناصحا .. عن قتيلة : ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : إنكم تشركون تقولون : ماشاء الله وشئت , وتقولون : والكعبة . فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة . وأن يقولوا: ماشاء الله ثم شئت)

تقديري أيها الأخ الشاعر القدير

دمت طيبا

حياك الله أخي الحبيب ندى القلب ، وشكر الله لك على هذه الملاحظة المهمة ، وإن كنت أجزم أن أخي سمير لا يقصد اليمين ، لكن حتى مع عدم القصد فالحديث الذي أوردته أخي ينطبق على ذلك .

كما أني لاحظتُ على نفسي ملاحظة في هذه الجملة : ( مرحباً بأستاذنا الفاضل وأخانا الحبيب ) والصواب : ( مرحباً بأستاذنا الفاضل وأخينا الحبيب )
ولأن وقت التعديل قد انتهى فقد نبهتُ عليها هنا .
بارك الله في الجميع ووفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح .