|
شجا القلب من ذاتِ الجناحِ سجوعها |
ولم تصطلِ حرَّ الغرامِ ضلوعُها |
وأشجتْ وأبكت وهي غير شجيَّةٍ |
وقد بان في جُنح الظلام هجوعُها |
ولو أنَّ فيها بعضُ مابي لما شَجَتْ |
ولو تشتكي وجدي لسالت دموعُها |
وباتَ يـحنُّ الرَّعدُ من حرِّ لوعتي |
وظلّت عهادُ المُزن تُبدي خشوعها |
ويبتسم البرقُ اليماني تعجُّباً |
للوعةِ نفسٍ طال منها وقوعها |
بمن قد قسا قلباً وأعرضَ مُعجباً |
وأضحى بسوط البين يوماً يروعها |
فيا ويح نفسي كم تذل لعزِّهِ |
وليس يُراعي ذُلَّها و خضوعها |
تلوذُ بصبرٍ كي تصونَ كمينها |
فآونةً تُعصى و طوراً يُطيعها |
أفي الحكم أنَّ النفس تبذل وُدَّها |
وليس يُكافا في الغرام صنيعها |
إليه بطول الاشتياق تشفَّعَتْ |
فلم تتلقَّ بالقبول شفيعها |
وما سلكت يوماً سوى منهج الوفا |
وهيهاتَ عن تلك الطريق رجوعها |
حفظتُ له سرَّ الغرامِ فلم أكن |
لأسراره في الحب يوماً أذيعها |
و كلَّفني الواشون عنه تسلياً |
وأين لقلب سلوةٌ يستطيعها |
غرستُ له في روضة القلب صبوةً |
فقد ثبتت أصلاً وطالَ فروعها |