جاءت ,, على وجهها للحُزْنِ تِعْبَـارُ والدمعُ من عينها الحـوراءِ قَطَّـارُ
جاءتْ ,, وأنفاسُها بالكادِ تُخْرِجُهـا كـأنَّ زفرَتَهـا مـن حرهـا نـارُ
غضبى وتفـركُ كفيهـا وترمُقُنِـي بنظـرةِ اللـومِ والأفكـارُ تحـتـارُ
نهضتُ أمسحُ دمعاً فـي محاجرهـا كأنـه لـؤلـؤٌ يحـويـه مـحَّـارُ
أدارت الظهـر والعينـان تغمضهـا وأجهشتْ بالبكـا والدمـعٌ مـدرارُ
قالتْ بنبرةِ حـزنٍ لسـتُ أجهلهـا يا شاعرَ الوجد كم للوجـدِ أسـرارُ
تقولُ أنـك تهوانـي وتعشقنـي ؟ وأنني في ريـاضِ القلـبِ نـوَّارُ ؟
وأنني زهـرة الدنيـا وبهجتهـا ؟ وأننـي سكـنٌ للـروحِ والـدارُ ؟
كذبتَ يا شاعري لو كنتَ تعشقنـي ما سُطِّرَتْ في الغواني منك أشعارُ !!
كم لفَّ لبنى جميل الشعـر أعذبـه وأُسْدِلَتْ فوق سُعْدَى منـه أستـارُ
وكـم تغنـى بليلـى فـي تغنجهـا وكم شدى ليمـام الـروض قيتـارُ
وأخرجتْ حشرجاتِ الصـدرِ لاهبـةً ثم انثنـت ترمـق الأقـدامَ أنظـارُ
أرجوكَ دعني يكـادُ الهـمُّ يخنقنـي أرجوك دعنـي أكـاد الآن أنهـارُ
مسكتُ من خلفهـا بالكـفِّ حانيـةً فأَنْزَلَتْهَـا بكـفٍ مـا بهـا عــارُ
قالتْ أأمنَحُكَ القلـبَ الـذي حلمـت به القلوبُ ,, فيأتي منـك إنكـارُ !
هـل أزهدنَّـكَ إقبالـي وهائمـتـي وفرط عشقي ؟ وهل أغراكَ إيثارُ ؟
كرهتـهُ المنتـدى والنـت أبغضـهُ وهاتـفُ البيـتِ يبكينـي وأقمـارُ
أغارُ يـا سيـدي والله إن رُسِمَـتْ مِنَكَ التعابيرُ تكـوي قلبـي النـارُ
دعِ النساءَ وحدَّثْ مَـنْ تريـدُ أمـا يحلو الحديث لكم يأتـي بـه الجـارُ
راعِ المشاعـرَ فـي قلـبٍ يحبكـمُ عليكـمُ خائـفٌ دومــاً وغـيَّارُ
هممـتُ أنطـقُ قالـتْ لا تحدثنـي إماأنـا أو جهـاز النـتِ تختـارُ ؟
أدرتُ جسمي لهـا كيمـا أناظرهـا فأطرقتْ في بقـاع الأرض أبصـارُ
رفعتُ ذقنـاً لهـا والنفـسُ هائمـةٌ كأنهـا فـي ظـلامِ الليـلِ سهَّـارُ
فأبصرتني بعينيها التـي اختطلـت بكحلهـا ومعيـن الـدمـع فــوَّارُ
مسحتـهُ بيـديْ فـازداد هاطـلـه كأنهـا أنجـمٌ فـي الأرض تنهـارُ
ثم انثنت فوق صدري تشتكي وأنـا كأنني مـن عظيـم الفـرج طيـارُ
أخذتُ ألعبُ فـي خصـلاتِ غرتهـا كأننـي قائـدٌ والشعـرُ مضـمـارُ
حتـى إذا هـدأتْ ممـا ألـمَّ بهـا وزالَ شيطانهـا والقـلـبُ وقَّــارُ
أسمعتها ما يُذيبُ الصخر من شجني في أرضها الشعر مختـالٌ وسيَّـارُ
حتى إذا ما رأيـتُ النـورَ يملأهـا والبشـرُ يغمرهـا والفـرحُ مكثـارُ
قلتُ اعذريني فداك الروح يا أملـي فإنَّ حُزْنَـكَ فـي الحلقـومِ أمـرارُ
ما كنتُ أقصدُ جرحاً في مشاعركـم وما أنـا يـا حيـاة الـروح مكَّـارُ
لكنهـا جلسـات الشعـرِ نجلسهـا فيهـا يطارحنـا الأشعـار أخيـارُ
وأنـتِ عارفـةٌ عشقـي لقافيتـي للشعر فـي خافقـي حـبٌ وإكبـارُ
أهوى القصيد وهذا البوحُ يأسرنـي أهوى القوافي بها يختـالُ أحـرارُ
فإن رأيـتِ ردود الغيـد تقصدنـي أوأنَّني فـي محيـط الغيـد بحـارُ
فلا تظنـي بـأن العشـق يأسرنـي ولا بأنـي بسـاحِ الغيـد مـغـوارُ
فكلُ ما تنظري حـرفٌ وأنـت هنـا في القلبِ خفقٌ وفي العينين أنـوارُ
فقبلتـنـي وقـالـت لا يعانقـنـي إن لم تسامـح منـامٌ .. قلـتُ أختـارُ