| 
 | 
لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِي سُدَى  | 
 وَ حُمُولَتِي قَهْرٌ ثَوَى وَ تَمَرَّدا | 
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِيْ دَمِيْ  | 
 وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَا وَ أُنْسٌ أَسْعَدا | 
وَ تَزُوْرُنِيْ ذِكْرَاكِ يَا لَيْلَى فَلَا  | 
 أَحْظَى سِوَى بِالدَّمْعِ ثَوْبًا يُرْتَدَى | 
وَ أَرَاكِ فِي كُلِّ الثَّوَانِيْ هَهُنا  | 
 بَيْنِيْ وَ بَيْنِيْ , أَمْسَ عِشْقِيَ وَ الغَدا | 
وَ يَذُوْبِ هَمْسُكِ فِيْ ضَميْري أُغْنِيَا  | 
 تٍ , نَاعِسَاتٍ مِثْلُ رَجْعٍ لِلصَّدَى | 
فِي غُرْبَتِي أَشْتَاقُ وَجْهَكِ مَاطِرًا  | 
 وَ غَمَامُ دَمْعِي فِي العُيُونِ تَلَبَّدا | 
وَ أَحِنُّ لِلصَّوتِ الغَريدِ إِذَا هُنَا  | 
 شَهَقَ الكَنَارِيْ , فِي دُجُنِّيَ غَرَّدا | 
وَ تَلُوْكُنِيْ فِيْكِ القَوَافِيْ كُلَّمَا  | 
 سَامَرْتُ طَيْفَكِ تَائِهًا وَ مُشُرَّدا | 
هَلْ يَا تُرى لَيْلَايَ يَفْطرُ قَلْبَها  | 
 طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُرِّدا ؟ | 
أَمْ يَا تُرى تَخْتَالُ ضَاحِكَةً هُنَا  | 
 كَ فَلَا تُحِسُّ بِمَا بِجَوفِيَ مِنْ رَدَى ؟ | 
أَتُرَى هُنَاكَ هُنَا ؟ وَ أَنَّ هُنَا هُنَا  | 
 كَ ؟ لَعَّلَنَا طَيْفَانِ تَاهَا فِي المَدَى ؟ | 
وَيْحِيْ أُرَاقِبُكِ - المَسَاءَ - بِخُطْوَةٍ  | 
 تَخْطِيْنَها حَجَلًا تَمِيْسُ وَ هُدْهُدا | 
فِيْ ظُلْمَةِ الِإلْحَاحِ أَنْظُرُ لِلضِّيَا  | 
 ءِ , وَ نُوْرُ وَجْهِكِ قَدْ سَبَاهُ فَبَدَّدا | 
أَتَلَصَّصُ النَّظراتِ أَسْتَرِقُ الجَمَا  | 
 لَ بِفِكْرَتِيْ وَ أَبِيْتُ فِيْكِ مُسَهَّدا | 
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَابِ , لَيْلَى تَعْبُرِيْ  | 
 نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَالُ تَمَدَّدا | 
قَدَمَاكِ أَحْرَقَتَا بِسَاطِيَ فَاسْرِعِي  | 
 بِالعَدْوِ قَدْ بَاتَ البِسَاطُ مُجَعَّدا | 
لَوْ أَنَّهُ يَشْكُوْ لَصَاحَ مُجَلْجِلًا  | 
 وَ لَوَ أنَّهُ يَقْوَى لَهَاجَ وَ أَرْعَدا | 
فَإِذَا تَجَاوَزْتِ البِسَاطَ لِغُرْفَتِي  | 
 وَ مَدَدْتِ نَحْوِيَ بِابْتِسَامَاتٍ يَدا | 
قَفَزَ الوَرِيْدُ - بِصَدْرِكِ - المَحْمُوْمُ مِنْ  | 
 لَهَفٍ إِلَى صَدْرِيْ لِكَيْ يَتَنَهَّدا | 
وَ إِذَا - تَنُطِّيْنَ - العُطُوْرُ تَضَوَّعَتْ  | 
 مَا بَيْنَ خَاصِرَتَيْكِ بَلَّلَها النَّدَى | 
هَيَّا إِلَيَّ , قِفِيْ أَمَامِيْ وَ ارْفَعِي  | 
 كَعْبَيْكِ لَمَّا تَرْقُصِيْنَ تَبَغْدُدا | 
وَ تَحَفَّزِيْ قَبْلَ الهُجُوْمِ عَلَى فَمِيْ  | 
 وَ دَعِيْ حَيَاءً - فِي الهُجُوْمِ - تَرَدَّدا | 
صَرَخَتْ خَلَايَايَ احْتِضَارًا فَامْدُدِيْ  | 
 شَلَّالَ شَعْرٍ هَاجَ فَوْقِيَ أَسْوَدا | 
وَ دَعِيْ زِنَادِيَ قَادِحًا مَا دُمْتِ فِيْ  | 
 نَجْوَايَ لَا لَنْ يَنْطَفِيْ , لَنْ يُخْمَدا | 
لَيْلَى , تَعَالَيْ فِي يَدَيَّ فَإِنَّنِي  | 
 صَعِقٌ وَ قَبْلَكِ كُنْتُ صَلْبًا جَلْمَدا | 
فَدَنَوْتِ فِي كَفِّ البَهَاءِ حَضَارَةً  | 
 شَرْقِيَّةَ القَسَمَاتِ دَامِيَةَ المُدَى | 
وَ وَقَعْتِ فِي صَدْرِيْ كَنَصْلَةِ قَابِضٍ  | 
 كَمْ لَاحَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ مُهَدِّدا | 
وَ أَرَاكِ تَنْدَسِّيْنَ قُرْبِيَ ثَوْرَةً  | 
 وَ تُعَمِّدِيْنِي بِالَّلهِيْبِ تَصَعُّدا | 
تَتَنَقَّلِيْنَ عَلَى اشْتِيَاقِ صَبَابَتيْ  | 
 هِرًّا تَمَادَى فَوْقَهَا فَاسْتَأْسَدا | 
مِنْ رَاحَتَيَّ لِخَصْرِيَ المَحْرُوقِ مِنْ  | 
 ثَغْرٍ تَسَعَّرَ بِالشِّفَاهِ مُنَدِّدا | 
قُوْلِيْ بِرَبِّكِ مَا الَّذِيْ أَغْرَاكِ فِيْ  | 
 قَدَمَيَّ , سَاجِدَةً هُنَاكَ تَهَجُّدا | 
قُوْمِي انْهَضِيْ , مَا كُنْتُ رَبَّكِ تَارَةً  | 
 وَ دَعِيْهِمَا , مَا كُنْتُ - يَوْمًا - مَعْبَدا | 
لَيْلَى , كَفَاكِ المَكْرُ أَضْنَانِي الهَوَى  | 
 وَ غَدَا بِضِلْعِكِ مُسْتَقَرِّيَ سَرْمَدا | 
وَ تَثُوْرُ فِيَّ عَزِيْمَتِيْ طَوْرًا وَ طَوْ  | 
 رًا قَدْ تَخُوْرُ لِكَيْ تَثُوْرَ مُجَدَّدا | 
وَ يَدَاكِ تَلْتَصِقَانِ مِثْلُ فَرَاشَةٍ  | 
 سَقَطَتْ بِلَفْحِ النَّارِ - بِيَّ - تَوَقُّدا | 
وَ إِلَى حُقُولِ الثَّأْرِ فِي جَسَدِيْ تَمُدِّ  | 
 يْنَ اليَدَيِن وَ تَتْرُكِيْنِيْ مُجْهَدا | 
وَ إِلَى يَنَابِيْعِ الخُمُوْرِ أَمُدُّ ثَغْ  | 
 رِيَ - يَا كِعَابُ - فَتَأْسُرِيْنَ وَ أُفْتَدَى | 
وَ تُسَدِّدِيْنَ الرَّمْيَ مِنْ شَفَتَيْ  | 
 كِ , لَكِنَّ الرِّمَايَةَ مِنْ فَمِيْ , لَوْ سَدَّدا | 
فَلْتَعْلَمِيْ إِنِّيْ بِفِيْكِ سَأَبْتَدِيْ  | 
 مَا أَعْذَبَ الَأَنْدَاءَ رِيْقًا يُبْتَدا | 
لَكِنَّنِيْ لَنْ أَنْتَهِيْ حَتَّى أَصِيْ  | 
 رَ زَبَرْجَدًا - لَيْلَى - وَ أَنْتِ زُمُرُّدا |