على جَمرٍ تُهَدهِدُني القوافي و تُثْمِلُني على هَمْس الوِطاف
و تَعْلمُ أنني أفْنَيتُ زهري وبِتُّ اليومَ في عمرِ العِجاف
و ليس يُضيرُني ما بتُّ أُبدي و لكن هَدَّني ما فيَّ خافِ
تَعَيَّا الطب يُشفيني مراراً و ليس لِجُرّحِ مثلىَّ منك شافِ
هي الطعناتُ في قلبي وصدري و نارُ الوجدِ في عُمْقِ الشِغاف
هي الأيامُ أجْمَلها عسيرٌ وأقربُها إلى نفسي مجافِ
أئِنُ وليس يُجْديني أنيني وأهتُفُ ليس يسمعني هتافي
فيا دهراً تَكّدرَ فيه صفوٌ ويا ظَمَأَ المياهِ على ضِفافي
و لي قلبٌ تَحَرَّقَ فيك حُباً و بيْ همسٌ من الأعْنابِ صافِ
أَبُثُ جَمالَهُ في مسّمَعيكَ و يُثْمِلُني جَمالُكَ بِارتِشافِ
إليكَ ذُرا القصيدِ يَسيرُ شوقاً و تَسّبِقُها مُعَتقةُ السُلاف
فعذراً إن بدا قلبي يبوحُ فلولا الموجُ ما زُرتُ المرافي
أُثابِرُ فيكَ مُحْتَمِلاً زَماني و ليس يَنُالها الأمجاد غافِ
و أعْلَمُ أنَ عذّالي كثيرٌ و لكن حُبكَ الأسمى و كافِ
مَسّيرُ الوجدِ أوهَنَهُ مَسيري و ما كَلَتْ خُطاي ولا طوافي
عَتادي عُدَتي منها المُحَيّا كبدرٍ ليس مقروناً بكافِ
كذا قَلَق الحَبيب على حبيبٍ يَقَلِبُني كَريشاتٍ خِفافِ
و زادي منه أطياف المنايا و قُربي فيه إِبْعاد المنافي
لإن أَبْصَرتَنِي لشَهِدتَ صَبْاً ظماه يفوقُ ظامِية السوافي
و إن شَهّدنَني لشَهِدتَ حبي و في كفيك مَتْبُولَ اعترافي
أُحِبكُ هُنْدُوانِياً مُجافي و نصلاً في دمايَ اليومَ طافِ
أَلَمْ تَرَ أنني أهواكَ حقاً وأجْعَلُ مَسْكَني بينَ الشُعَاف
و ما هو نَزوةٌ عشقي وإِنّا لفي محرابِ عينيك اعتكافي








