خذني معك

يا أيها الرجلُ المدججُ بالسلاحِ
شفاعةًً ... خذني معك

خذني إلي حيث الأمانَ
وحيثُ عصفوري
يرفرفُ في الفضاءِ
... بلا رقيبٍ
أينما سرنا سَلَكْ

ألا ترى :
أنّ الأماني في بلادي
تُستباحُ بدون خوفٍ
من ضميرٍ أو الهٍ تُنتهك

دعني أفرُ بِيُتمِ أطفالي
وأكفاني
قبل الرحيلُ
... فلا أدورُ مُكبلاً قهراً
وأيامي تُجرجرُ للمهالكِ
أينما دارَ الفلك

وأساقُ للمجهول في بلدي
ويدي مكبلة
وعينيَّ مغلقة
فأقولُ :
(هذا القيدُ أدْمى مِعصمي)
فيقول جلادي : تَحَمْلْ!
غابة تهوى الحريقُ وفتنةٌ
بعضُ الجراحُِ فتستريحُُ
... على المَحَكْ
ولا آسٍ
... على جرحٍٍ بكفكَ
أو بظاهر معصمك

مترنماً أبكي دماً
ودمي يساقُ إلى الجحيمِ
ألا ترى الجزارُ مني
والقتيلُ بكاؤهُ دامٍ على الخدينِ
... حينَ تأملك

(وذوي قراباتي أشدُ مضاضةًً )
أَوَ كالبعير محملاً هماً وغماً
كلما قامَ البعير بحملهِ يعدو... برك

يا نفسُ إنّا لا نبيتُ على الخنا
رغم الخزايا
... والجراحِ المفعمة بالذلِ
قامتْ تَسألكْ

فإلي متى ؟
حتى يُقال تمردي يا نفسُ
... قد طالَ الضلالُ
... كرامتي ؟
أنجو سعيدُ
... "و" لا نجاة تُرتجى
سعدٌ تمادى في الضلالِ
... وقد هلك .

من ديوان :
ابتهالات وطنية
أبو عبد الله /
د. خليل انشاصي.
غزة / فلسطين .