أتعرفينَ سعيدة هي قصة واقعية , و حدثت فعلا خلال العدوان الهمجي على غزة هنا في مدينتي , فلم يحتمل المسكين هول ما رأتهُ عيناه فسقط صريع عجزه , سكت قلبه فجأة , فضّلت روحه الرحيل على أن تحيا عذاب الصمت و قلة الحيلة .

إنها مأساة نحياها كل يوم و كل حين , مأساةُ من يرى طفله يُذبح و أمه تُسلخ و امرأته تُستهان على مرأى العالم و على مرأى عينيه , و هو قابع خلف جهاز تلفاز يرى لحظة بلحظة روحه تُمزق داخل ضلوعه , و لا يملكُ أن يرفع يده مدافعا أو مقاوما , يبكي فلا يستريح و يصرخ بملء قوته فيضيع صوته في الهباء , يعتصره الألم و تنقبضُ أنفاسه , فإمّا تُسقطهُ سكتة قلبية , أو تصرعهُ جلطة دماغية .

كنتُ أعتقدُ أن العلقم مرار و لكنه قطعةُ سكر أمام طعم ِعجز قلب حيّ .

نسأل الله العفو و العافية