صايا وقوفٌ بالمنازلِ والتلالِ و هجرٌ غَرَّبَ الدنيا بعيني كأنَ العُمْرَ في غِمْدِ ارتحال فيا ليلاي رفقاً بي فإني أُنِيْخُ بأرضِ مائسةِ الدلال وهاتي وصْلَكِ المنشودِ عمراً فما أبْقت على قلبي الليالي أيسمَعُني الحبيبُ ولا يُبالي وأظمأ والمَوارِدُ من زُلالِ ؟! وليسَ بِأحمَقٍ إلا المعنَّى ومن يأمن مصاحبة الخَوالي تَقَاْسَمَت الهمومُ شتاتَ عمري وَكَسِّرت النصالُ على نصالي و عشرونَ انْقَضضنَ على فؤادي و سبعٌ نزفها فوق العوالي يقالُ بأنني في السنِ غضٌ أليسَ البدرُ يبدأ بالهلالِ ؟! فَخُذْ مني ولا تُكْثِرْ جدالاً عُلو النفسِ في ترك الجدالِ إلى الإنسان أُزجيها وصايا و قد كانت بألفٍ من جِمالِ تَمَسَّك بالهدى قبلَ الزوالِ و ثابِر ما اسْتَطَعْتَ إلى الحلال فقد حمِّلْتَ أوزاراً ثقالاً أماناتٍ عُرِضْنَ على الجِبال وَثِقْ بالله تُفلحُ يا ابن أنثى ولا تَرْضَخْ لمعّوج الخِصال و كنْ حراً و مقداماً أبياً ولا ترض الدنيةَ في النِزالِ و لا تُغْدِقْ ثناءك للغواني فأكثرهن أطياف الخيال فلا يَغْرَرْكَ وصلٌ بعد وصلٍ ولا صدٌ يدومُ بأي حال و ما أرقٌ كسهدِ الصبِ ليلاً ولا كمدٌ كما كمدِ السؤالِ و ما ربحٌ كما ربحٍ بطيبٍ ولا عفوٌ كما عفو الجلال فما حذرٌ من الأقدار ينجي وموتكَ بالسيوفِ كما النبالِ و قولك زِنْهُ قبل النطق ألفاً ولا تقذف جواباً كالسعال وخيرُ القولِ ما أسدى البرايا إلى المحمود من شيمِ الرجال ولا تَأْبَهْ لمن يَرْمِيْك جهلاً بشائعةٍ تُحاكُ مِنَ الخَبَالِ ألم ترَ أن عودَ الطيبِ يزكو إذا ما مَسَّهُ وهجُ اشتعال وأنشئ من بيوتِ الشعرِ حصناً ولا تَقْنَعْ بِبَيْتٍ من رِمال وشعبٌ ليسَ يعشقُ روحَ شعرٍ كعبدٍ لا يُسامُ بِبُخْسِِ مال ومعذرةُ اليراعةِ إن تمادت دوامُ الحالِ ينطق بالمحال



رد مع اقتباس