يا طيوفا ترامى

السلام عليكم إخوتي الكرام ..
ظن حالما في لحظات استغراقه أنه قادر على تغيير كل سيّء ..
فلما اكتشف البون الشاسع بين ما يحلم به وما يمكنه ..
التحف حزنا يضويه في ليله الموحش ، ويأسا يحول بينه وبين الأحلام ..
حتى إذا أتته أطياف الأحلام داعية إياه ليطير يطير معها في دنيا كانت تسعده وتصبره ..
عاتبها واستعتبها قائلا :

يا طيوفا على جفوني ترامى
اتركيها .. نفّـرت عنها المناما

كلما أزْمع الفؤاد سلوّاً
جئت توْرين في فؤادي ضراما

رحمةً أيها الطيوف بصبٍّ
شعرهُ الدمع والحروف اليتامى

يقطع الليل في ضلال أمانيهِ ..
الحيارى يطارد الأياما

ويجول الوجودَ خلف سرابٍ
صوّرته عين الخيال مداما

كان في وهْجه الملحِّ يريني
كلَّ دنياي أنجما وحماما

كان حلماً أطوي عليه حياتي
ما أضلّ الطموح والأحلاما

كيف ظن الصّـبا بأن لكفي
أن يحيل الحمار شهما هماما !

ويحيلَ الأجاج حلواً فراتاً
ويحيلَ الخوف الكفور سلاما !

كيف لي أن أغير الكون وحدي
ولعقلي أن يسبق الأفهاما !

لستُ إلا فرداً وحيداً غريباً
ضاع في غمْرة الجموع وهاما

عشْت يوما للجُـلّيَات ولكن ْ
دَهَـشَـتْـني الأحداث عاما فعاما


فتهاويت ملقياً من سهامي
ثم سلّمتُ للقنوط الزماما

***
أنا من أمة أذالت شراها
وارتضت بالجحور - جهلا - مقاما

فجماهيرها قطيعٌ عريضٌ
أدمن الجهل واستلذّ الرغاما

كلما عَـنّ تافهٌ تبعوهُ
و حبوهُ محبةً وغراما

فإذا هبّ من بنيهم صريخٌ
ألجموه بجهلهم إلجاما

وقياداتها سماسرُ باعوا
كلّ شيء أو خلّفوه ركاما

واستكانوا لدى الأعاجم خداماً ...
وعاشوا في قومهم حكاما

أتخموا ظلمة الزنزين بالأحرار ..
واستنهبوا المُسامَ الحراما

وإذا قاد أمةً سارقوها
فحريٌّ بحقها أن يضاما

***

يا طيوفي غيبي فما عُـدْتُ أصحو
من خـُـمار الأحزان إلا لماما

والفؤاد الوقاد غامت رؤاهُ
وارتمى يائساً وأحْـنى الهاما

أتزورينه ليعزفَ لحنَ الشعرِ ..
ورداً على المدى يتهامى


اتركيه يغفو فقد صار هِـمّـا
كلما زاره القريض تعامـى

لحظة الوحي لن تعود فما زالت ..
قناديله العتاق حطاما

اتركيه يقضي الحياة غريقاً
في أساها حتى يذوق الحماما

الحبيب ابراهيم العبادي
أهلا وسهلا ومرحبا بك في واحة الخير والعطاء حيث النخبة
نص جميل وهدف سامي
مرحبا بك بيننا
تحيتي لك

الأخ العزيز حازم ..
أشكرك على مرورك الودود ..
وترحيبك المحتفي .
سعيد أنا بلقياك هنا .
تحياتي كلها .

**)) إبراهيم العبادي الرائع
لقد أبدعت في نصك الراقي
تحياتي لحرفك الجميل
لعلك تقصد في البيت الأول
يا طيوفا على جفوني ترامت
بدلا من ترامى

أهلا بك أستاذ مصطفى ..
وأشكرك على تعقيبك وتنبيهك ..
وإن كنت أتمنى أن تسمح لي أن أبين لك أن الفعل ( ترامى ) ليس ماضيا ..
بل هو فعل مضارع ولا ينبغي أن يكون في سياق البيت إلا مضارعا ..
ولكني حذفت إحدى تاءيه الأوليين كما قال الله - جل شأنه - : ( تكاد تميز من الغيظ ) ..
وأصلها: ( تتميز )..
وهكذا في قوله : ( تنزل الملائكة والروح فيها ) .
ولكني أشكرك على تنبيهك الذي جعلني أعيد قراءة القصيدة لأتنبه إلى خطأ لغوي وقعت فيه سهوا حين ألحقت الألف الفارقة بكلمة ( أصحو ) في بيت : ( يا طيوفي غيبي فما عدت أصحو ...إلخ ) ..
وأرجو من الإخوة المشرفين تعديل هذا الخطأ .
أشكرك عميق الشكر على مرورك واهتمامك ..
وتقبل مني أعطر التحيات .

**)) بوركت سيدي على التوضيح
لا عدمناك رافدا نميرا من روافد الواحة
رعاك الله

اخي الحبيب
و
الأديب الجميل
إبراهيم العبادي

سررت بمصافحتي لك و لحرفك من جديد
شكرا لك و لروحك و لبوحك.

جولة جميلة في عالم من الابداع النادر

قصيدة فخمة تشي بشاعرية من حقها ان تنال مكانة تستحقها ، لقد أطربتني القصيدة بالرغم من كل أساها ،خصوصا بيتها السائر
وإذا قاد أمةً سارقوها
فحريٌّ بحقها أن يضاما
فلا تحرمنا يا أخي من إبداعاتك
تحياتي للشاعر الجميل

الأستاذ الشاعر مصطفى ...
أشكرك سيدي على كرمك وتواضعك ..
تقبل أعطر تحياتي .

***

الحبيب عبده ..
أهلا بك على صفحة متواضعتي ..
وأعتذر إليك عن التأخر في الرد ..
يسعدني لقاؤك مرة أخرى .
تحياتي كلها لك .