كما النهر الرقراق ينساب من بين يديك ، تتبخر سويعات الهناء ،  وتولي لحظات بهاء  اليقين ، أكان حلما جميلا ، انتهى لحظة جفاك الكرى ، وحل بأيامك سهاد  مرير ، لماذا تتراءى لك البهجة ، كسراب شمس قائظة ، يسيل  فيها من قلوبنا تعب  غزير ، لا طاقة لنا باحتماله ، وتتوالى علينا كؤوس الهم والعناء ، نتجرعها حتى الثمالة ،  ضاعت كل أحلامك  ، وولت طيور الفرح، جارية من أرضك الجدباء ، لتحل في حقول أخرى تعرف ما معنى السرور ، لم يهجر المرء  فيها غناء العنادل ؟،  إلى عواء  متواصل كئيب ، أية لعنة حلت ببابك ، فأحالت سنابل قمحك إلى  عجاف ، تركتك الأيام ثكلى ، ودعت المسرات في دنيا بعيدة ، وحان لها أن ترتوي من ماء أجاج ...
 لمَ تهزم أيامك وتعبس لياليك ؟ أليست الحياة مدا وجزرا ،  وفرصا سانحة ، يحسن الفطن اقتناصها ، ليفوز باللذات ، وينأى عن الكآبة والضياع ؟ وأية لذات تحلمين بها ، وكأس الحنظل يفتح فاه مرحبا ، شامتا  بما حل بك من جفاف .....يصدأ عندك الشعور ، وتهرب النعم ميممة وجهها، صوب شاطئ بعيد
 بطاقة تهنئة بالعيد ، وامرأة    تلوح بفخر، تتصاغر أمام فتنتها  الحسناوات ، وصدر ناهد مرمري ، عاري ، وشعر ينسدل بتراخ فوق الكتفين ،  وكلمات قليلة مخطوطة بقلم أنيق :
-        اذكرني ، كلما لاحت لك صورتي 
  تؤخذين على حين غرة  ، هل أهرق احدهم فوقك ماء ثلج ؟ لم تحسبي أن هذه اللحظة آتية ، وان قناديل حياتك توشك على الانطفاء ، ريح عاتية ، تتلاعب بك ، تكونين ريشة في مهبها ، من هي المهيمنة على هذا المشهد المسرحي ؟، تصدر أوامرها ،فيسارع  الملبّون بالطاعة ؟ وأنت ؟ تتنكر القوى الفاعلة ، وكأنك نقطة في بحر عميق الغور ،  تطول حيرتك  لمَ كل هذا ؟ من تكون هذه ؟ وكيف مرت بحياتك المسهدة الكئيبة ؟ وكيف لا يخطر في بالك ، انه يمكن أن تقابل تضحياتك الجسام بالنكران المبين ، وتقابل أعمالك الناصعة  بالهزء  ؟ ولمَ تتحول أيامك إلى علقم ؟ وعلام تقابل حسناتك بالسيئات ،  ولمَ لا يكون الجزاء من جنس العمل ، وماذا جنيت لتتضاعف على أم رأسك اللعنات ،  ويسقونك شراب الحنظل  ؟وكنت المحسنة دائما..
 تستبد بك التساؤلات ، أي بحر متلاطم الأمواج ، رموك فيه ، وابعدوا عنك قوارب النجاة ، لمن تتوجهين طالبة الإحسان، وقد سدت السبل  بوجهك ؟
قد تكونين الخاطئة  ؟ لماذا  سمحت للأفعى أن تكون قريبة منك ؟ ألم تخشي من انقلابها وتلون أفعالها ؟
أتكون بطاقة يتيمة ، قد أثارت بك فيضان المخاوف هذا ، وأغرقتك في يم لا شاطئ  له ، وكيف يمكن لك أن تعلمي ؟ قد تكون العديد من البطاقات الواعدة ، تسيل أحلاما ، وتجعل الأرض تميد تحتك ؟ ، ألم يصاحبها أفعال تعزز لغتها المطمئنة  ؟ من جعلك بهذه الثقة ، وزرع في نفسك جذور اليقين  ؟
 تتقلبين في   بحر من الجمر   تتلاطم فيه الأمواج ، أفكارك تضطرب في لجة عميقة الغور،  عساك تهتدين إلى قرار ، وكيف يمكن لمن لا يحسن السباحة ، أن يعرف طبيعة البحار ، وسر الأمواج المتصارعة فيها ،  هل ضاع كل ما بنيته ، وتحملت تبعات أعمالك طوال هذه السنين ، هل خطر في بالك انه مثلك ، قُدّ من وفاء ؟
لن تنهزمي ، هل تمنحينه هدية  للراغبات، وأنت ساغبة تنظرين ، ومن يعيده إليك؟ ، تتفرجين... لا حول لك ولا قوة ، هل ضاعت الآن الفرص ؟ أليس بإمكانك تدارك الأمر ، ما زالت الحكاية في بدايتها ، فلتناضلي لاسترجاع حقك...
 صديقتك أسماء لديها ما ترنو إليه نفسك ، مشاهد آسرة ،وأفلام أكيد مفعولها ، عن كيفية إعادة الهاربين من أعشاشهم الصغيرة  ، تشاهدين ما قدمته لك أسماء ، وتقلدين المشاهد ببراعة ، وكأنك بطلة القصة ، تبثين  الرغبة في نفس أرهقتها صروف الحياة ، تقبلين وتناجين وتناغين ، ينهض الحبيب ملبيا ، وتتحقق لك رغبتك ، انتصرت على من يريد بك شرا ، ولكن الفرحة العارمة ما تلبث أن تنقلب وبالا ، لتحط  على رأسك ، وأنت في منتصف الطريق لتحقيق حلمك الطويل ، والانتصار على من سلب منك جمال الحياة  ، واسترداد واهب النعيم  ، وساقي اللذات :
-        كيف  تأتى لك  المهارة  بهذا الفن ؟ من علمك ؟ هل أكون آخر من يعلم ؟