البحر

البحر

يا قارئ الشعر هل طابت لك الدارُ وأشتدّ عزمك وأستنهظك دينارُ يا قارئ الشعر كم أعطتك مقتضبا هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ هل دار ليلك والآمالُ موصلة أم أن حلمك عند الفجر أخبارُ هل عشت دهرك والأيّام آمنة أم أن دهرك مثل البحر أطوارُ البحرُ يوما كأن الطير ساكنه والريح منه الى الربان مضمارُ جنّدت ركبك والأحلام مشرعة والوهمُ أنساك أن البحر غدّارُ تدنو من الجرف بالأسماك ممتلئا فأكتظّ جمعك عند الجرف إعصارُ هذي هيه الحال أن ساقتك في جهل سوءُ النوازع وأستحوذك قنطارُ نلهو وتجري بنا الأيّام مسرعة مثل الضياء كأنّ العمر مشوارُ كم ضاع منّا خليل أو ذوي رحم حتّى كأنّ جموع الأهل أنفارُ صرنا كمن هجرالأوطان معتذرا فالأهلُ ماضون والأصحاب زوّارُ مثل القطار ركبنا من ولادتنا فيه المحطّـّات للركاب أدوار تعطى البطاقات لا ندري مقاصدها والركب يسري كأنّ القصد أمتارُ عند المحطات ترسينا مصائرنا ونترك الركب والآمال أسحارُ مثل الخيال فأنّ الموت يتبعنا حتى علانا فشدّ النعشَ مسمارُ يأتي ألينا كأنا لم نقابله أو لم نر الموت للأحباب يختارُ نجري من الموت والآمال تجرفنا حتّى صحونا وزهو النفس ينهارُ نعدو من الموت أميالا فنحسبه قد غاب عنا وبعد الموت أشبارُ ما لي أرى النفس قد هامت لزائلة وأنساب فيها الى اللذات إصرارُ الوقت أصبح أموالا فما ملئت منها العيون ولم يغنيها مدرارُ الناس تلهث والدينار مطلبها مثل القفاري فلن ترويها أمطارُ هل أشبع الدهر نفسا أو روى ضمئا وهل روت من سراب البيد أزهارُ هذي هي الحال لا تفرح بزائلة فما أستدام لأهل الأرض أعمارُ

نص شاعري زاخر بالحكمة والموعظة الحسنة
غرضه نبيل هادف
يحتاج إلى عناية ومراجعة في اللغة
وبعض التأني في صياغة عروضه وضربه
بورك النبض الأصيل
تحياتي

بحر

امواج

قلم

احساس

احرف

مناجاة بحرية بحروف جريئه

نزف رائع

بدايه موفقه سيدى

شاعرنا الفاضل
نص باذخ جميل جميل استمتعت مع بحره البسيط
بأمواجه وماتحمله من بوح شجي ومعاني راقية
مرحبا بك في واحة الخير
وفي انتظار مايجود به يراعك
تقديري الكبير

أستنهظك - استنهضك
ولم يغنيها -( لم )هنا تجزم بحزف العلة أعتقد لو فلت : لن نغنيها لكانت أفضل للمحافظة على الوزن
ومراعاة همزة القطع والوصل

جزاكم الله خيرا

يا قارئ الشعر هل طابت لك الدارُ = وأشتدّ عزمك وأستنهضك دينارُ

يا قارئ الشعر كم أعطتك مقتضبا = هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ

هل دار ليلك والآمالُ موصلة = أم أن حلمك عند الفجر أخبارُ

هل عشت دهرك والأيّام آمنة = أم أن دهرك مثل البحر أطوارُ

البحرُ يوما كأن الطير ساكنه = والريح منه الى الربان مضمارُ

جنّدت ركبك والأحلام مشرعة = والوهمُ أنساك أن البحر غدّارُ

تدنو من الجرف بالأسماك ممتلئا = فأكتظّ جمعك عند الجرف إعصارُ

هذي هي الحال أن ساقتك في جهل = سوءُ النوازع وأستحوذك قنطارُ

نلهو وتجري بنا الأيّام مسرعة = مثل الضياء كأنّ العمر مشوارُ

كم ضاع منّا خليل أو ذوي رحم = حتّى كأنّ جموع الأهل أنفارُ

صرنا كمن هجرالأوطان معتذرا = فالأهلُ ماضون والأصحاب زوّارُ

مثل القطار ركبنا من ولادتنا = فيه المحطّـّات للركاب أدوار

تعطى البطاقات لا ندري مقاصدها = والركب يسري كأنّ القصد أمتارُ

عند المحطات ترسينا مصائرنا = ونترك الركب والآمال أسحارُ

مثل الخيال فأنّ الموت يتبعنا = حتى علانا فشدّ النعشَ مسمارُ

يأتي ألينا كأنا لم نقابله = أو لم نر الموت للأحباب يختارُ

نجري من الموت والآمال تجرفنا = حتّى صحونا وزهو النفس ينهارُ

نعدو من الموت أميالا فنحسبه = قد غاب عنا وبعد الموت أشبارُ

ما لي أرى النفس قد هامت لزائلة = وأنساب فيها الى اللذات إصرارُ

الوقت أصبح أموالا فما ملئت = منها العيون ولم يغنيها مدرارُ

الناس تلهث والدينار مطلبها = مثل القفاري فلن ترويها أمطارُ

هل أشبع الدهر نفسا أو شفى ضمئا = وهل أضاءت سرابَ البيد أزهارُ

هذي هي الحال لا تفرح بزائلة = فما أستدامت لأهل الأرض أعمارُ

ما يشبع النفس والأطماع سُفْرتها = إلا التراب وتعلو الثغرَ أحجارُ

ما يذكر الموت إلا مؤمن فطن = قد ساقه العقل وأستقرؤه أبصار

هذي الحياة فلا تيأس لنائبة = إن النوائب للألباب إنذارُ

الأخ الحبيب نوري
قرأت هنا نصا رائعا مليئا بالحكمة
وقد وصفت الدنيا وما عليها بما تستحق وكنت رائعا
إلا من بعض أخطاء بسيطة لم تنقص من قيمة النص
وأراك بقليل من الروية تصل الى الكمال إضافة لما بها من جمال

أحسنتم أستاذي الكريم

القصيدة بحلتها الجديدة

البحر

يا قارئ الشعر هل طابت لك الدارُ واشتدّ عزمك واسْترضاك دينارُ يا قارئ الشعر كم أعطتك مقتضبا هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ هل دار ليلك والآمالُ موصلة أم أن حلمك عند الفجر أخبارُ هل عشت دهرك والأيّام آمنة أم أن دهرك مثل البحر أطوارُ البحرُ يوما كأن الطير ساكنه والريح منه الى الربان مضمارُ جنّدت ركبك والأحلام مشرعة والوهمُ أنساك أن البحر غدّارُ تدنو من الجرف بالأسماك ممتلئا فاكْتظّ جمعك عند الجرف إعصارُ هذي هي الحال إن ساقتك في جهل سوءُ النوازع أو ساقتك أشرارُ نلهو وتجري بنا الأيّام مسرعة مثل الضياء كأنّ العمر مشوارُ كم ضاع منّا خليل أو ذوي رحم حتّى كأنّ جموع الأهل أنفارُ صرنا كمن هجرالأوطان معتذرا فالأهلُ ماضون والأصحاب زوّارُ مثل القطار ركبنا من ولادتنا فيه المحطّـّات للركاب أدوار تعطى البطاقات لا ندري مقاصدها والركب يسري كأنّ القصد أمتارُ عند المحطات ترسينا مصائرنا ونترك الركب والآمال أسحارُ مثل الخيال فإن الموت يتبعنا حتى علانا , فشدّ النعشَ مسمارُ يأتي إلينا كأن النوم غالبنا أو لم نر الموت للأحباب يختارُ نجري من الموت والآمال تجرفنا حتّى صحونا وزهو النفس ينهارُ نعدو من الموت أميالا فنحسبه قد غاب عنا وبعد الموت أشبارُ ما لي أرى النفس قد هامت لزائلة وانسابَ فيها إلى اللّذات إصرارُ الوقت أصبح أموالا فما ملئت منها العيون , كأن المال أنوارُ الناس تلهث والدينار مطلبها وهل تُشافي ثرى البيداءِ أمطارُ هل أشبع الدهر نفسا أو شفى ضمأ وهل أضاءت سرابَ البيد أزهارُ هذي هي الحال لا تفرح بزائلة فما استدامت لأهل الأرض أعمارُ هذي الحياة فلا تيأس لنائبة إن النوائب للألباب إنذارُ ما لي إذا ملئت بالمال أوديتي فانتابني سقم وانتابها نارُ حسبي الفُتاة وخيط الصوف يسترني والسّعْف سقفي وطول الدار أشبار ما يشبع النفس والأطماع سُفْرتها إلا التراب , وتعلو الثغرَ أحجارُ ما يذكر الموت إلا مؤمن فطن قد ساقه العقل واستقرأه أبصار الناس موتى وهم في حالها هرج والصالحون بها أحياءُ أبرارُ ما فاز فيها شقي أو أخو جهل بل فاز فيها إلى الجنّات أخيار

قول حكيم زاخر بالعبر
وألق في الشعور وجمال في الشعر والصور

تملك موهبة عالية ولك على مفردتك سلطان تجود معه بالجواهر في شعرك ببعض التأني

دمت مبدعا

شكرا لكم ودمتم

قصيدة مميزة حقا فيها من الحكمة والرؤية الناضجة والدراية بحال الحياة ما يشاد به ويستفاد منه.

أما من حيث المبنى فقد جاءت نصا مميزا جرسا وتركيبا على بحر البسيط الممتع ولكن استوقفني ما يلي:

يا قارئ الشعـر هـل طابـت لـك الـدارُ
وأشــتــدّ عــزمــك وأستـنـهـظـك ديــنــارُ
لعلك قصدت واستنهضك
ثم إن الفعل هنا محرك الآخر بما يكسر وزن الشطر هنا.

تدنـو مـن الجـرف بالأسـمـاك ممتلـئـا
فأكتـظّ جمعـك عـنـد الـجـرف إعـصـارُ
هنا عجزت عن إيجاد معنى يسوغ رفع إعصار لأنني أراه أحق بالنصب بهذا التركيب وهذا المعنى. أنتظر توضيحك.

هذي هيه الحال أن ساقتك في جهل
ســــوءُ الــنــوازع وأسـتـحــوذك قـنـطــارُ
لعلك قصدت هذي هي الحال
ثم ذات الخطا يتكرر هنا كما في البيت الأول فيكسر الفعل استحوذ الوزن.
ثم الأصوب لغة قولك استحوذ عليك لا استحوذك على الأقل بما أفهم من المعنى والسياق هنا.

كــم ضــاع مـنّـا خلـيـل أو ذوي رحـــم
حــتّــى كــــأنّ جــمــوع الأهــــل أنــفـــارُ
هنا الصواب نحو أن تقول ذوو رحم.

مـثــل الـخـيـال فـــأنّ الـمــوت يتـبـعـنـا
حـتـى عـلانـا فـشـدّ الـنـعـشَ مـسـمـارُ
فأن ... بل فإن

يــأتـــي ألــيــنــا كـــأنـــا لــــــم نـقـابــلــه
أو لــم نــر الـمـوت للأحـبـاب يـخـتـارُ
ألينا ... بل إلينا
لم نقابله ... هنا وبجزم الفعل ينكسر الوزن في العروضة.

مـا لـي أرى النفـس قـد هامـت لزائلـة
وأنـسـاب فيـهـا الـــى الـلــذات إصـــرارُ
إصرار هنا أراها تنصب على الحالية.

الـوقــت أصـبــح أمـــوالا فــمــا مـلـئــت
مـنـهـا الـعـيـون ولـــم يغنـيـهـا مـــدرارُ
بل لم يغنها جزما بالحرف الذي سبق الفعل.

الــنــاس تـلـهــث والـديــنــار مـطـلـبـهـا
مـثـل القـفـاري فـلــن تـرويـهـا أمـطــارُ
لن ترويها الياء هنا تتحرك نصبا بالحرف الناصب الذي سبق الفعل وهي بهذا تكسر الوزن.

هل أشبع الدهر نفسا أو روى ضمئا
وهــل روت مــن ســراب الـبـيـد أزهـــارُ
لعلك أردت ظمأً
ثم روت هنا لا أراه توظيفا مناسبا للفعل وفق سياقه.

هـــذي هـــي الـحــال لا تـفــرح بـزائـلـة
فـمــا أسـتــدام لأهـــل الأرض أعــمــارُ
أرجو اللالتفات لرسم الهمزات في مواضعها فاستدام هنا له همزة وصل لا قطع.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي