أأذوبُ من سَقَمٍ؟ وأنتَ شِفائِيا ! وتموتُ أغصانيْ ، وأنتَ نمائِيا !
أيَضِلُّ نيساني ، وأنتَ ربيعُهُ ! وتضيقُ بِيْ أرضيْ ، وأنتَ سمائِيا !
أوَ أنتَ أنهاريْ ، وأنتَ بشاشتي وتَهيمُ عطْشى بالهوى أحشائِيا !
كم كُنتَ مثلَ الشّمْسِ . تُشْرِقُ تارةً وتَغِيبُ أخرى ، والفضاءُ فضائِيا
كم غيمةٍ كفَرَتْ ضياءَ وصالنا وأبَيْتُ الا أن تكونَ ضِيائِيا
كم رايةٍ جَمَعوا لِقَتْلِ غرامِنا؟! فَدَحَرْتَ أنتَ الكُلَّ ، تحتَ لِوائِيا
كم دورةٍ دارَتْ بنا ويلاتُنا؟! وَبَقِيْتَ في فَلَكِ الهوى ، آلائِيا
كم خفْقَةٍ خَفَقَ الفؤادُ ، وأنتَ في سيلِ السّكوتِ تضُجُّ ملْءَ نِدائِيا
........................... ..........................
عُدْ ! رَتّبِ الأقْطابَ حولَكَ عِزَّةً أنا تُهْتُ ذُلّاً من بقائِكَ نائِيا
عُدْ ! انني نَفَدَتْ قُوايَ بجعبَتي وَتَسَامَتْ الخُطُواتُ في صَحْرائِيا
عُدْ ! وَلِّ وَجْهَكَ للوِصالِ اجابَةً واسْبِغْ وضوءَكَ من دُموعِ دُعائِيا
عُدْ مُنْصِفاً ، واعْبُرْ رُموزَ سرائِري فالكُلُّ يجهلُ ما يرُوْمُ بنائِيا
فأنا كَيومِ تَرَكْتَني ، مُتناثِرٌ عُدْ واحِدَاً واجْمَعْ أسى أشلائِيا
فَلَكَ الطّفولَةُ ، والفُتُوّةُ والكُهُو لَةُ ، والمَشِيبُ .. ولن أخونَ ولائِيا
أرْجَحْتَ عُمْريْ ، بينَ وَصْلِكَ والنّوى فَتَهَادَت الأعوامُ عِنْدَ وفائِيا
يا سهمَ يونُسَ! يا مآرِبَ في العصا! يا حمْلَ مريمَ! ياصُواعَ وِعائِيا
ألْوانُ طيفِ السّعْدِ من عينيكَ صِبْـ ـغَتُها ..! فهل لوّنْتَ ثوبَ شَقائِيا!
هلّا سَقَيْتَ الشّكَّ دَلْوَ بشارةٍ تُنْبِيهِ ظنّاً ، أنْ تعودَ عزائِيا
هلّا كَسَرْتَ القَيْدَ عن قيثارتي وعَزَفْتَ مِن أجْلِ الوجودِ ، فنائِيا
- سِفْرُ النّدى وَعَدَ الصّبابَةَ واحَةً سَتُحِيلُ حَرّ البُعْدِ ، قَرّ لِقائِيا
سُتُحيلُ نَزْفَ العَينِ شمْعَةَ بلْسَمٍ تُشْفي بدَمْعِ النّورِ لَيلَ عنائِيا
- فَعَلامَ عَشّشَ بِيْ غُرابُ ظلامِها؟! وَعَلَتْ خُيوطُ العَنْكَبوتِ ذُكائِيا!
وَعَلامَ شلّاليْ اخْتَفَتْ أوتارُهُ؟! وغَدا كَنَضْحِ الزّيرِ ، فَيْضُ هَنائِيا!
.................................. ............................
يومَ اسْتَباحَ اليَأسُ طَعْمَ وسائِدي وانْفَضَّ عن قلبيْ وصال دِمائِيا
- هل خِلْتَنيْ بالصّمْتِ رُمْتُ بلاغَةً؟!! - الحُزْنُ زلْزَلَ بالذُّهولِ غِنائِيا
وَكَأنَّ اعصاراً أناخَ بِخاطِري فَتَبَعْثَرَتْ وَلَهَاً حُرُوفُ هِجائِيا
- لَمّا أَفَقْتُ ، ألِفْتُني مُتَعَلِّقاً بالهَمْزِ . لكنْ ضَلَّ دونَكَ يائِيا