صــــوت الحديــــــد

ﺻﺎﻋــــﺪٌ إﻟﻰ ﺟﺒـــل ﺍﻟــــﺮُّﺅﻯ
ﻻ يحجبهـــا ضبــــابْ
نــــــازلٌ إلـــى سفـــح الأمنيـــات
متمســـــكٌ بالتـــــرابْ
أسحبــــــهُ...
أو
يسْـ
حَ
بُ
نـــي
نــازلٌ كــالمطــــر الحامــضِ
حــــارقٌ كــــالرصاص
مـــارقٌ كالقذائـــفِ
في سمـــاء المدينــة الحزينـــة
مجلجــل كصوت الحديـــدِ
على الــرمـــل السخيـــن
نـــازلٌ بالبـــــأس الشديــدِ
و صاعـــدٌ بــــالأرواح
تعـــــرجُ مــــن الصــدر
إلى الحلــق في غرغرة النزع الأخيــر
نـــازلٌ نزولَ الجثــث المجهولة إلى القبــور
صاعــدٌ/هابــطٌ… كمـــا الأنفـــاسُ
كما الدخـــــانُ في احتــراق
نـــازفٌ كمــــا الدمــــاءُ
تغـــــادرُ القلـــبَ
حجــرةً، حجـــرةً
تسقــي الحجــــرَ
و يتشرَّبُهـــا التــــرابْ

نـــازلٌ مــن دمشـــقَ إلى بغـــداد
في رحلـــة الدمـــاء و الصيـــفِ
هـــاربٌ من صنعــاءَ إلى الخليـــل
في رحلـــة الشتــاء و الـــزَّيْـــفِ
شاهــقٌ كــــالأرض في ربيـــع القصفِ
ممــزقٌ في اليـــمِّ كالشظايــــا،
كــالأشلاءِ في خريــــف النســـفِ
صاعــدٌ كالدهشـــة في ســــؤال الأسباب
نــــازلٌ كالهلــع فـــي جـــواب التفجيـــر
قـــارعٌ كصــــوت الحديـد على الرمــل
في هـــذه الصحــــراء
على بــــاب المدينـــة / لا يحجبهـا حــراس!!
يجلجـــل بالفـــزع في الصــدور
في سماء الحديــقــة الكئيبـــة
فــي سقيفـــة المدرســة
في الشـــوارع و القبــــور
يسبـــقُ المـــوت الأكيــــــد
كالغـــارة يسبقها / لا يسبقها إنــــذار
كما دَوِيُّ المدافــــع و أزيــزُ البنـــــادق
كحسيـــس النـــار إذ تُمزج بــالــدم و العويـــل و الغبــــار

متــدحــرجٌ من سقــف أمنيـــاتي
أهبط رويـــداً رويـــداً
يتلقفنــــي كـــفُّ العنــــاء
أتنـــزَّلُ فـــي الصباحــات
مــع خبـــزي وقـد فــاض عن حاجة إخوتــي
كما فاضت كتبـــي وهــدية العيــد الجديدة
كما فاضت لُعبــــي و صديقتــي الجميلة
أصَّعَــدُ في المســـاءات البهيمـــــة
أزركــــشُ أعمـــدةَ الجريـــدة
تحفنـــي صــــور الحريــق
صاعـــدٌ فـــي كركرتي الأخيــــرة
قبـــلَ مواســم القطــــاف
صاعـــدٌ فــــي عويـــل الأمهات
صاعـــدٌ كمــــــا الدعــــاء
مــن الصدور المحروقـــة إلى السمــــاء

صاعــدٌ كالدهشـــة في ســــؤال الأسباب
نــــازلٌ كالهلــع فـــي جـــواب التفجيـــر
قـــارعٌ كصــــوت الحديـد على الرمــل
في هـــذه الصحــــراء

السلام عليكم
قصيدتك رائعة يا حميد كالعادة
تحمل في ثناياها الكثير من ما قيل أو ما ظل قابعا في الفؤاد بصمت
هي لوحة دراماتيكية عن الأوضاع وأشكالها في البلاد
شكرا لك
ماسة

رائعة هذه الكلمات إبداعا ومحزنة لمشاعرنا مضمونا
هو الواقع يفرض على المبدع ان يتنفّس هواءه
لكلماتك بصمة مميّزة أخ حميد
بوركت
( همسة: أصباح وأمسية _ جمع صباح ومساء رغم أنّني استعمل الجمعين في كتابتي لكنّهما من الأخطاء الشّائعة )

جميل جدا ما قرأت لك أيها البارع صاحب القلم الهادف

شكرا لك صديقي العزيز ..

دمتَ مُشرقاً

وأضمّ صوتي إلى صوت الأستاذة كاملة ، فليست الصباحات جمع صباح ، وليست المساءات جمع مساء ، ولك أن تراجع لسان العرب لابن منظور ، أو القاموس المحيط للفيروز أبادي ، أو غيرهما من الأمهات ..

قال الفراء: إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح، فهو جمع المَساء والصُّبْح .

تحياتي ومحبتي

هذا هو أنت نبضًا وشاعريةً وبديع صنعٍ بالكلمات والمشاعر
دمت بهذ الألق أيها الراقي الجميل
محبتي وكثير تقديري

جميل نبض حرفك ومائز، ورائق قولك نصا ولغة، ننتظره بشوق ونقرأه بشغف

وما زلت أتساءل
فيم نترك كتابة المنثور مرسلا بأسلوب الفقرة وباستخدام علامات الترقيم، ونتجه لهذه الكتابة العامودية

أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك

تحاياي

فاطمه عبد القادر
كاملة بدارنه
ربيع بن المدني السملالي
وليد عارف الرشيد
ربيحة الرفاعي

شكرا لحضوركم المفيد و المفرح و لقراءاتكم التي هي أسمى غايات نصي
شكرا للمعلومة بخصوص جمع كلمة الصباح؛ ثمرة أخرى لحسن نصحكم و صحبتكم

و بخصوص تساؤل الأستاذة ربيحة الرفاعي؛ فلو سمحت لي سيدتي مع كل احترامي للفروقات بين الشعر و النثر
فأنا بكل جرأة أصنف نصي هذا شعرا ولو كان منثورا و لا يخضع لتفعيلة أو بحر
هذه قصيدة نثر لها أساسياتها و لها ضوابطها التي أسعى إلى ممارسة الكتابة في إطارها مع تأكيدي على نقطة أساسية أنا مبتدئ و لا أدعي حرفة
و لا أجد مانعا أن أكتب النص بهذه الطريقة في محاولة بسيطة للاستفادة من سيميائية الفراغ و البياض في الفضاء النصي المقروء
اعتبروني تلميذكم و تقبلوا بطء خطواتي في متابعتكم

شكرا و لكم تقديري و كل الاحترام

لوحة أدبية رائعة رسمتها ريشة محترف

مودتي

لوحة أدبية رائعة رسمتها ريشة محترف

مودتي

لك الشكر أخي محمد حمد الله ابوزيد

تشرفت بقراءتك

تحياتي و مودتي

صعدتُ و هبطتُ... و تأرجحتُ و هويتُ هنا... كما دووووووما لديك أفعل يا حميد
كلماتك تحمل أبعادا خارجةً عن الثّلاثة... لها صبغتها و كونها و مدارها الأوحد
أدور في فلكها ولا أكاد أبين... لا أكاد أدري ما سأفعل إن غيّبني الجمال هنا
و لا أدري كيف يغيب عنّي هذا الألق فألعن الغياب
عمقٌ يشدّني حتّى آخر حرف... كم ذكيٌّ مبدعٌ أنت يا صديقي
كن بخير و ابق ألِقا كما عهدتُك... فلملحك نكهة الشّهد
مساؤك الرّضى