اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عثمان مشاهدة المشاركة



نَسْرٌ جَائِعٌ فِي بَلاطِ النَّصْرِ


اللهُ أَكْبَرُ يَا بِلادِي عَالِيَةْ بِسَمَاءِ سَيْنَاءَ الْجَمَالِ الشَّادِيَةْ
اللهُ أَكْبَرُ من حناجر حرةٍ تاقت لمجدٍ فِي الْعُصُوُرِ الْمَاضِيَةْ
اللهُ أَكْبَرُ بَيْنَ قَلْبٍ مُؤْمِنٍ عَقَدَ الْعَزِيْمَةَ فِي النَّوَايَا الصَّافِيَةْ
تَهْتَزُّ تَحْتَ نِعَالِهِ أَرْضٌ وَمَا يَهْتَزُّ تَحْتَ الْقَاذِفَاتِ الْهَاوِيَةْ
وَبِصَدْرِهِ صَوْتٌ يُفَتِّقُ جَنْبَهُ مُتَقَدِّمًا نَحْوَ الْحُشُوُدِ الْبَاغِيَةْ:
قَسَمًا بِرَبِّي إِنَّنِي سَأُعِيِدُهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ كَمَا الرَّوَابِي الزَّاهِيَةْ
غَنَّاءَ تَحْكِي للِصِّغَارِ بُطُوُلَة ً رُسِمَتْ بِعَزْمٍ وَالْبُطُوُنِ الْخَاوِيَةْ
فيها ابتسامٌ في حقولِ رفرفت فيها فراشاتٌ بنفس راضية
نَسْرٌ يَجُوُعُ لأَجْلِ نَفْي مَذَلَّةٍ بَيْنَ الْخَلائِقِ فِي الْعُصُوُرِ الآتِيَةْ
هَزَّ السَّمَاءَ كَأنَّهُ رَعْدٌ سَرَى مِنْ بَيْنِ غَيْمَاتٍ عَلَيْنَا حَانِيَةْ
قذف اللهيبَ عَلَى تَدَابِيرَ العِدى فَكَأَنَّهُمْ صَرْعَى بِنَارٍ غَاشِيَةْ
فَإِذَا بِخَطٍّ زَائِفٍ يَهْوِي وَفِي جَنَبَاتِهِ أَشْلاءُ ظُلْمٍ جَاثِيَةْ
اللهُ كَمْ يَسَّرْتَهَا وَبَسَطتَّهَا كَانَتْ لَنَا بَرْدًا، عَلَيْهَمْ حَامِيَةْ
لَمْ نُشْعِل ِ النَّيِرَانَ إِلا للَّذِي حَمَلَ السِّلاحَ عَلَى بِلادِي الْغَالِيَةْ
وَاللهُ فَوْقَ الْعَرْشِ أَرْسَلَ جُنْدَهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ لِلْجُنُوُدِ الطَّاغِيَةْ
فَكَأَنَّ كَتْفَ جُنُوُدِهِ بِكِتاَفِنَا، يَتَزَاحَمُـوُنَ على جنانٍ عَالِيَــةْ
اللهُ يَا أَمْنَ الْقُلُوُبِ أَرَحْتَنِي وَغَمَرْتَ رُوُحِي بِالْجِنَانِ الْغَانِيَةْ
وَأَقَمْتَ بِيْنَ جَوَانِحِي نُوُرًا وَنَصْـ ـرًا وَافْتِخَارًا فِي الْحَيَاةِ الثَّانِيَةْ
وَأَقَمْتَ فِي صَهْيَوُنَ ذُلاً جَاثِمًا فِي تَلِّهِمْ حَتَّى لِهَذِي الثَّانِيَةْ
وَعَلَيْكِ يَا سَيْنَاءُ تَاجَ كَرَامَةٍ مِنْهُ الْبُلادُ عَلَى الْبَسِيِطَةِ خَالِيَةْ
يَا نَصْرَ سَيْنَاءَ الْحَبِيِبَةِ هَلْ لَنَا نَصْرٌ لأَوْطَانٍ لِقَلْبِيَ دَانِيَةْ
نَهَبَ الْعَدُوُّ نَعِيِمَهَا وَأَذَلَّهَا فَمِنِ السَّكِيِنَةِ وَالنَّضَارَةِ خَاوِيَةْ
يَا نَصْرُ جُدْ بِرِيَاحِ نَصْرٍ إِنَّهُمْ فِي حَالِ بُؤْسٍ فِي حَيَاةٍ دَامِيَةْ
مِنْ بَعْدِ أَمْنٍ بُدِّلَتْ أَحْوَالُهُمْ خَوْفاً، أَقَامَوُا فِي خِيَامٍ نَائِيَةْ
النَّصْرُ آتٍ إِنَّهُ كَالْفَجْرِ فِي حَقْلِ الْجِهَادِ كَمَا الْوُرُوُدِ النَّادِيَةْ
وَسَنَحْتَفِي بالنصر يومًا مثلما سيناءُ ترفلُ في ثِيَابٍ زَاهية
يَا مِصْرُ يَا أَحْلَى الْكَلام ِعَلَى فَمِي يَا آيَة ً لِلْــوُدِّ فِــيِـــنَــــا سَارِيَةْ
أَنَا لَوْ رَحَلْتُ لَسَوْفَ تَبْقَى بَيْنَنَا ذِكرى تُرَدِّدُهَا عِظَامِي الْبَالِيَة
أَنَا إِنْ وَهَبْتُ الرُّوُحَ فِيِكِ قَلِيِلَةٌ هِيَ مِنْكِ أَنْتِ وَأَنْتِ فِيِهَا الْبَاقِيَةْ
مشاعر جيّاشة ناصعة
تميزت برفضها القاطع لكل خنوع
وازدهت بتطلعها نحو غد أبهى وأجمل
ولكنك أخي الشاعر تبيح في ردك على الشاعرة ربيحة ما لا يباح
فالخطأ الشائع مهما اشتهر لا يمكن أن يكون مستساغًا
بل يظل مدعاة لمحاربته وتصحيحه
تقبل تحياتي