يا دارَ مَيـّـةَ : والمحبُّ يسائلُ قـُـتـلَ الزمـــانُ أم الزمـــانُ القاتـلُ ؟
أم نارُ عِشقيَ والهوى لا تنطفي في مهجتي استعرتْ وأذكى العاذلُ ؟
بمَ نأتسي وهواكِ دون قلوبنا وسوى الحبائبِ في المطالب باطلُ
أحببتُ فيكِ روائحاً لمّا تزلْ يــا دارَ مــيّــة بــالـفـــؤاد تــغــازلُ
وجعلتُ أستشفي إلى أن عادني طيرٌ تــمـلــكــه الـفـراقُ الخـــاذلُ
فشكى ليَ البث القديم ولوعة في ذكـــرهــا للـذكــريات شمائلُ
لا زلت أقفو سحرَها متحيّرا والليل يــهــزأ ، والنهار مجادلُ
أهوى الظِـباء وما سلوت نعيمها ولــكــم تــأثــر بالجمال مواصلُ
ولكم يتيه مع العيونِ معذبٌ وهــو الأبـــيّ المسـتـفـزّ الباسلُ
قد أمّلتني لحظةً في لحظها والحض لو علــم الهلال منازلُ
تهمي بغيثٍ كالدموع سحائبٍ ويسحّ في الحَدَقات منها الوابلُ
يا طيرُ دعني فالمشاعر أزبدت أجّجتَها وجــداً وهــنّ مـعـاقـلُ
أنّى سرت تسري الأقاحي حولها والناس في لغــة الـهـيام قبائلُ
تبكي ونبكي هكذا نهبُ البكا متوسّـليــن ، لكي يؤوبَ الراحلُ
ولنا إذا ضاق الفضاءُ عواصفٌ ! ولنا إلــى درب الرشـاد دلائلُ
ولنا إذا أشتدّ الزّحام فوارسٌ ولنا إذا كـثـُر العِـطـاش مـنـاهــلُ
ولنا إذا حمي الوطيسُ صواعقٌ منــها متى التمعت يَحــار العاقـلُ
يادارَ ميّة أين من سكنوا الحشا مالــي أنــوح ، إلـى متى أتـسائـلُ ؟
هل تعلمين لهم عبيراً قد دنا فلأنــتِ أدرى بــالـــذي يـثــّاقـلُ
عانيتُ ماعانيتُ من ألم النوى وعلمــتُ أنّــا فـي الوفــاء أوائلُ
وعجبتُ من شعر تناهى رقة وعليه من تقوى الشباب فضائلُ
حتى إذا نطق الحداة وغردّت فــيـمـا يـقــول العاشقـون بلابلُ
نهضت إلى الأفق الرحيب قصيدة غــرّاء فـيـها للـثـنــاء مـشاعـلُ
سَـمـقـتْ تـبـاهي بالثريّا رفعةً وتـقــول هــا أنــذا مقامي ( كاملُ )
من شاعرٍ سحرَ اللغى أسلوبُه ! ولـــهُ إذا ذكـــــرَ الكبارُ مسائلُ
في فكره مددٌ ونبضُ بلاغةٍ قد سـطـّرتـْها لـلأنــام أنـامــــلُ
لم يــدّكر إلا وصالَ حبيبه وهو الذي بين الخواطر ماثــلُ
لا كالذي يذرُ الإصولَ مغرّبا فالفعل حرفٌ والمضافُ الفاعلُ !
يا دارَ ميّـة قد بسمْتُ وهزّني كــرمٌ مـن الأحـبـاب فـيه تمايلُ
ولذا تفرّد فيه بوْح قريحتي حتى إذا أبـحـرْتُ قـال القـائــلُ
شكراً أخا الأشعار أقصى مانرى أن نبعث الشكران وهوجداولُ
وغداً لنا في الخلد كل مثوبة وأرائـــكٍ فـيــها يـهـيــم الـبــــاذلُ




