صخب المرايا

أجالس ظلي
ومرآتي تحاكي الزوايا
وأبحث عني
بين الأنا ..وصخب المرايا
ووجه الزمان مثقل
يزورني الحلم القديم
وأرتدي معطفاً كان لجدي
في جيبه الأيمن
نواة تمر
وفي الأيسر زيتونة
في المعطف
معطف جدي دفء مازال
وفي نواة التمر شبع
والزيتونة خضراء
وتعود الحكاية
يروي لي جدي
من بعض البداية
وكيف أني لم أولد بعد
وفي السياق
ردد شيئاً يدعى القناعة
وأن الأرض تنجب الحصاد
قمحاً وخبزاً
ثم يأتي طيف جدتي
والوشم يعلو خديها
وتروي لي
حكاية ثوبها المطرز
وكيف أن جسدها كنواة الأرض
فوقها طبقة فوق طبقه
وأن الأرض عرض
عروس في ثوبها الأخضر
ثم أم تنجب الحصاد

في كل خيط
بمعطف جدي
أشتم عطره الجميل
جدي لم يضع العطر يوماً
عطره ترابَ الأرض
ممزوجاً بحبات العرق
و دخان الموقد

في معطف جدي
ألف حكاية

ثم أعود
أعود لغرفتي والزوايا
لشوارع المدينة
لجاري الذي لا أعرف
لنساء بلا ثوب جدتي
للمُحدَثات
للقناعة المفقودة
لنواة أرض عارية
تجردت من ثوبها
هي العروس الحبلى
في طور الوحم
وتقيأت بذار القمح
لتنجب الدود...!!

تُشعلني سجائري
تنفثني دخان
في الزوايا
تراقبني المرايا
أنا في الوجود هنا
وطيفي حبيس المرايا
أراقبه من خلف الصفاء
ويراقبني
يختفي حين اختفائي
ويتبعني ظلي
قاتماً يعكسني
ليأتني حلم قديم
عمره يوم مضى

في تجاعيد وجوههم كان للدفء معالم منحوتة وفي رائحنهم عطر الأصالة
صراع بين القديم بما يحمل من عراقة وللمستحدث الذي أفقدنا القناعة
شكرا لك أديبنا على هذا الجمال
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

الشكر لمرورك العطر
آمال

وأرتدي معطفاً كان لجدي
في جيبه الأيمن
نواة تمر
وفي الأيسر زيتونة


السلام عليكم
نثرية جميلة جدا
تضع الخطوط العريضة على مشاعرنا الواقفة بين الأمس والغد
الزمن يتغير ,هذا أمر حتمي لا مهرب منه ,,
ولا يتبقى لنا سوى الحنين للماضي
شكرا لك أخي على جمال هذا النثر وروعته
ماسة

سلمت لنا ومرورك الرقيق
فاطمة

وفي السياق
ردد شيئاً يدعى القناعة
وأن الأرض تنجب الحصاد
قمحاً وخبزاً
ثم يأتي طيف جدتي
والوشم يعلو خديها
وتروي لي
حكاية ثوبها المطرز
وكيف أن جسدها كنواة الأرض
فوقها طبقة فوق طبقه
وأن الأرض عرض
عروس في ثوبها الأخضر
ثم أم تنجب الحصاد

الأرض والحصاد والعرض... الجدّة وجسدها وثوبها المطرّز.. هما الجذور والانتماء والهويّة

أنا في الوجود هنا
وطيفي حبيس المرايا
أراقبه من خلف الصفاء
ويراقبني

الصّراع ما بين الموروث والتّجديد صراع قائم...
نثريّة رائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ثم أعود
أعود لغرفتي والزوايا
لشوارع المدينة
لجاري الذي لا أعرف
لنساء بلا ثوب جدتي
للمُحدَثات
للقناعة المفقودة
لنواة أرض عارية
تجردت من ثوبها
هي العروس الحبلى
في طور الوحم
وتقيأت بذار القمح
لتنجب الدود...!!

تتساقط منا أشياء لا نعلم كيف ومتى فنعود غرباء كأنه لم يستوطننا مكان يوما ما . لابد من عودة مهما توغل السفر فينا. رائعة هذه السطور . تحيتي وتقديري.

أعجبني هذا النص وأكثر
طريقتك في الكتابة ملفتة
وتشدّ القارىء
دمت مبدعاً

أخي أ. رياض الرشايدة
أراك حملت عبق الحكاية الفلسطينية وألقتتها إلينا
لندور على أنفاس الوجع الأثير ..
دمت للجرح والنزف ناقشا ..

كاملة بدارنة
غصن الحربي
سهى رشدان
محمد الصاوي
لجميل مروركم روعة أضفت على أسطري
ربيع زهر وطيب