فؤادي إذا لم تنفجرْ ولساني لحال ضحايا الفضِ فَلْتـبرَحاني
وما نفعُ قلب بارد ومقاولٍ يَلذنَ برُكْنِ الصمت وقت البيان
وما نفعُ قولٍ والحشا متخشب وكم من حزين القول والقلب هاني
فيا مِذوَدي أعْدِدْ سهامك للعدى ويا خافقي قُدْني بغير عنان
إذا المجد نادى مَنْ وقودي وشعلتي ومَنْ يفتدي ، خِلتُ النداءَ عناني
يعز على مثلي السكوت تجاهلا خرير الدماء الجاريات القواني
طعينا بسهم الغم أمسي وأغتدي تمزقني البلوى بغير سنان
وتستهلك الأحزان حلو سعادتي وتقضمني الأكدارُ والقلبُ عان
حزين وحادي الأمة اليومَ فُرقة وجهْلٌ وخذلانٌ وحبِ قيان
فمَنْ مبلغُ الأرزاءِ عني تحية فقد عرّفـتـني دائراتِ الزمان
ومَنْ مبلغٌ عني القتيل رسالة ينوء بما فيها شَغاف جناني
وما ليَ لا أبكي رجالا ونسوة قضوا في سبيل المجد دون هوان
وما ليَ لا أهجو سجونا حقيرة مُلِئْنَ بربات الخدور العواني
إذا ما ذكرت القوم جادتْ قرائحي بكل ثناء مستنيرالبيان
رجال إذا ما الغدر مزّق شملهم أبوا أن يطيعوا أمر خِبّ جبان
تنادَواْ إلى شأوٍ وكل سلاحهم صمودٌ وإيمانٌ ورفعُ بنان
هتافٌ وشارات بأيدٍ وضيئة ورايات مجد هاجد من زمان
ولا عيب فيهم غير أن نفوسهم شداد على الأعداء غير حوان
ونالوا ثمار القلب والكون شاهد وراموا بناء المجد فوق القنان
أصارهمُ الخذلانُ والغدرُ غايةً لكل عميلٍ أو حقودٍ مهان
فأمسوا ضحايا الحرق والقتل فجأة وحفَّ جُناةَ الناسِ طيفُ أمان
تشَرْنقتِ الأخلاق في الصمت ليْتها صحتْ منْ كراها قبل فوْت الأوان
ومهما يطلْ في القوم ظلمُ طغاتهم فإن زوال الظلم أدنى الدواني



رد مع اقتباس
هل كلمة الفض هنا في موضعها الصحيح ؟