خيبة
ألقَى شِباكَهُ بصبر على حافَّةِ الغَدرِ في حِرفيَّةِ مُتَمرِّسٍ، فَهو يَعلَمُ كيفَ يجذبُ سمكتَهُ بِمغناطيسيَّةٍ هادئِةٍ، وابتاعَ لها في طريقِ عودتِه حوضاً خاصاً.
حائرةً جالتْ ببصرِها في أركانِ عالَمِها الجديدِ، تُرهِبُها خيوطُ الحزنِ السَّابحِ في حوضِ السَّمكِ الكبيرِ، يحتلُّ الرُّكنَ البعيدَ، بينما وضعَها بحوضِها الأنيقِ حيثُ لا تفارقُ بصرَهُ، تَرتَشِفُ عبيرَ قَهوتِهِ كلَّ صباحٍ وَتطربُ على موسيقاهُ حتَّى ينامَ، إلى أنْ نسِيتْ وحدتَها وضِيقَ المكانِ في إنائِهِ.
نَقَلَها صَبِيحَةَ اكتفاءٍ لحوضِ الحزنِ بالرّقةِ ذاتِها، تاركًا لها دُموعَها لتَسبحَ فيها بِحريَّةٍ، وتَلَعْثَمتْ صلاةُ العفو حينَ لَمَحتْ صاحِبَتَها بِنَظَراتٍ حائرةٍ في حوضِها الأَنيقِ .



رد مع اقتباس
