نعم , ولم العجب .. فكل ما حولنا يدعو للسخرية ,,
نحن نعيش في زمن يرى فيه الرائي صورنا
ليسخر .. ليهزأ .. ليمتهن .. ليضحك ..

إن بحثت عنا ..
وجدتنا بين القوم أذلاء ..
وبين الكتاب بالسخرية أسخاء ..
وبين المتكلمين مغنين .. وللحب طرباء..

من حقي أن أكون كاتباً ساخراً..لأنني سأجد القراء
يملئون الصفحات .. وبالتعليق يطربون بالفكاهات ,,

كيف لاأسخر .. وأنا استمتع بمنظر الابتسامات
التي أحرم منها حينما أكتب مقالاً جدياً
يمل منه المحاورون دائماً .

يحق لي أن أسخر .. وأنا التفت إلى نفسي فأجدني من أشد
الناس بلادة وغباء ا .

اهتزَ يارأسي .. فكل مافيك يحق أن يهزأ به .
اضحكي ياشفتي فأنت ماولدت إلا للضحك.

هذا الذي يدعي أنه سيصبح كاتباً ساخراً
هو من أضحل الناس ثقافة ..
ومن أغناهم سماجة ..
ومن أسخاهم غباءاً ..

نعم .. فهو بلافخر عربي .. لم يعرف من عروبته سوى ذلها
ومن مجتمعه سوى فوضويته وتناحر أفراده..
وممن حوله سوى حماقتهم وسخفهم .
فلتصدح ألسنتنا بالسخرية
ولنكن كتاب ساخرين .

ولكن ..
مم أسخر ؟؟
ومن أي صور في عالمنا يمكنني أن أضحك ..
أمن صور الجثث المتفحمة التي رأيتها في الجزيرة ..
قبل أن أراها في فلسطين وبغداد ..
أم من دموع سقت عطشى الأمان بري رعبها وألمها

لايلمني الائم إن وُصفت ب (ثقيل الدم )
فدم من أشترك معهم في العقيدة .. لُوِثَ برصاصات
الصهاينة .. وانسكب بطهره ونقائه على الأرض
ليكتب واقع الذل واليأس والألم والجراح
على أرض وطئتها أقدام قوم طالما شهدوا بالألوهية .