|
تذكّرأهلهُ فبكّى وحنّـــا |
وهل في الدمع عذلٌ للمعنّى |
غريبٌ ما تلذُّ لهُ حياةٌ |
بأقصى الشرق يكشفُ ما أجنّا |
له عامان عند النّاس يومٌ |
وكانا عندهُ والله قرنا |
يُساقط أدمُعاً تسقي يباساً |
على خدّيهِ أشواقاً وحزنا |
فمن لجواهُ يُقرِضهُ فؤاداً |
ومن لأنينهِ يرعيهِ أُذنا |
تبدّل بالسرور ضنىً وبؤساً |
وبالأفراح أتراحاً ووهنا |
بليل اليأسِ لحّن ما شجاهُ |
فما عاد الصَّبا لِصباهُ لحنا |
تأوّه من تصاريف الليالي |
وتحسِبُ أنّهُ جهلاً تغنّى |
تمنّى أنْ ترِقّ لهُ فقالت |
أيا بُعداً لمحزونٍ تمنّى |
يُهادِنُها وتوسِعُهُ خِداعاً |
كأنّ ببؤسِهِ تزهو وتهنى |
يُحدِّثُ نفسهُ علّ الليالي |
تُهدِّمُ حاضراً لغدٍ سيُبنى |
وما أوهى لعلّ وإنْ تبدّتْ |
لقائلها من اللأواءِ حِصنا |
ويدري أنّها كسراب قفرٍ |
تُمنّيه الأماني ثُمّ تفنى |
يمُدّ يديهِ في غسقِ الدياجي |
أيا ربّاهُ هبْ لي منك عونا |
سقاكِ الله ياداري وأرضي |
بمكّة كلّما الخفّاق أنّا |
وبلّغ أهلكِ الزاكين شوقي |
وخفّفَ عنهُمُ إصراً وعنّا |
فإنّي قد حملتُ النأي كُرهاً |
ولو جبلاً حملتُ لخفّ وزنا |
يقولُ ليَ الخليلُ كفاك دمعاً |
وكان النصحُ منهُ أشدّ طعنا |
الا يا عاذلي في الدمع إنّي |
رهنتُ الدمع للأحبابِ رهنا |
فلولا الدمعُ نذرفُهُ احتساباً |
لكُـنّا من لواعِجِنا جُنِنا |