\\تعالي بلا كلماتْ\\
ماذا تريدينَ مني أن أفعلَ
تحبِّينَ أحملُ رغيفَ خبزٍ تبلَّلَ من حنانِ عينيكِ
تريدينَ أن أمشي وأتركُ نَفسِي لديكِ
أن أمضي إلى الماهيةِ الوجوديَّةِ أحفظها
كي أكشِفَ ممَّا تكوَّنَ هواكِ
متاهاتٌ تدقُّ بابَ الخواطرِ والفجرُ غادرَ
إلى عينيكِ يقطِفُ عِشقَاً ويرويكِ
كيفَ لي أن أمضي بلا نَفسي والربيعُ
يدقُّ الأبوابَ ويعبرُ صدى شَفَتَيكِ
كيفَ أركبُ الموجَ بلا سلاحٍ أحمي بهِ نفسي
إذا تذكَّرتُ ما لي بنهديكِ
كيفَ أحملُ التفَّاحَ وثمَّ أغادرُ من قريتي كَسَارقٍ
يهوى سرقَةَ الحنانِ والحبِّ والشَّقاءِ والطُّفولةِ
لمَ أرحلُ وأتركُ نَفسِي على جانبيكِ
...........///.............
ما للزَّيتونِ على عينيكِ كلامْ
ما للخمرِ على شَفَتَيكِ ختامْ
لو أنظرُ من خلفي من شقِّ عيوني
ليسَ لديَّ سواكِ إلى الهمِّ مَنَامْ
............///..............
أعدُّ على موتي الثواني وأنا مثلَ عينيكِ
أحلِّقُ في دارِ الشرودِ
كيفَ سنرحلُ والوعدُ بيننا أن نبقى لم يزل حيَّاً
لم يزلِ الصَّمتُ للسُّؤالِ جوابْ
لم يزل وعدي بحياتي لم تزل حياتي بوهمي
بقيتْ على عينيكِ دائرةُ الوهمِ والفراغِ تحيطُ بي
وأنا أضمُّكِ في وهمي كما تضمُّ الغيومُ السَّرابْ
أملاً أن تعودي بدونِ جوابْ
يكونُ الجوابُ عينيكِ وحنانكِ الخِطَابْ
................///.................
نغِّمي خطايَ لأمشي في خواطري
لأعمِّرَ المقاهي من دموعي
نغِّمي خطايَ لأمشي لألبسَ دفى عينيكِ
تمايلي خلفَ شبَّاككِ علَّ يعودُ القمرْ
البسي ما شئتِ من دمعي
غنِّي ما شئتِ من سيمفونياتِ حزني
قتَلْتِنِي مراتٍ مراتٍ
لبستِ الأحمرَ بعدهُ الأصفرَ بعدهُ النهديُّ بعدهُ عذابي
يعجبُكِ عذابي
سآتي إليكِ أقطفُ زهراً من شفتيكِ
وألهو بحزني لأكتبَ مأساتي وعذابي على
ورْقةٍ من شفتيكِ
...........///.............
لماذا أعرفُ نفسي في شفتيكِ
لماذا أعرفُ نفسي بينَ كلماتكِ أكثرَ
ما أعرفُ نفسي بنفسي
لماذا يقفزُ القرنفلَ بينَ عينيكِ
وترقصُ السنابلُ على ناهديكِ
وتهفو الشَّمسُ على رمشيكِ
لماذا أنَّكِ أنتِ
لماذا لا تعي إلا أنكِ أنتِ أنتِ
لماذا أسكر ُ مِن من عِطرِكِ
لماذا أعودُ وأنا قد رحلتُ لأنساكِ
وإذ نسيتُ نفسي بنفسي
وعدتُ إلى نفسي فوجدتُ نفسي
ضعي إشاراتُ استفهامٍ بينَ كلماتي
وضعيني بينَ إشاراتِ استفهامِ
اتهمتكِ فاتَّهمتُ نفسي باتهامي
هكذا جئتُ لكي أَجِيءُ جئتُ
لألبسَ دفى عينيكِ لأروي ما
يروى عليكِ إليكِ
هكذا خلقتُ مخلوقاً لأُخلََقََ
ملحداً يُلحِدُ ليلحِدَ
هكذا جئتُ لأكشفَ ضلوعَ الصَّمتِ
في صدرِ الموتِ
في فوهةِ الوهمِ وجسرِ الكبتِ
............///................
تعالي بلا مقدِّماتْ ....... بلا كلماتْ
تعالي أنتِ بأنتِ كأنتِ سَكِينَةً ومودَّةً وابتِساماتْ
اليومُ موعدنا .......... وغداً يَسكُنُنا
والماضي نسيانٌ بضلوعِ النسماتْ
ليستْ هذي إلا متاهاتْ
ومقالاتْ
والمستقبلُ أحلى من ماضٍ نامَ بكفِّ الساعاتْ
هذا كانونُ يغادرُ موتاً أملاً أن تعودي
في الربيعِ بلا كلماتْ
..........||||..............



كانون الثاني/2011