قصيدة
يا شذى الوادي
يا مصر..

يا مصرُ من قلبي عليكِ سلامي مغنى الجمال.. ومعقل الإسلامِ
يا نجدة الملهوفِ، ياذخرَ الهدى كيف اجتوتكِ عواصفُ الأيامِ
ماذا دها مصر العقيدة إذْ ذوت أنوارُ ذاك المطلعِ البسّامِ ؟!!
ناءت عليكِ المومياءُ بكلكل ٍ أنْسَتْكِ رمسيساً وكلَّ موامي!!
لا "النيلُ" نيلُك، فانظري أمواجَهُ هزأت بلهْثاتِ الفؤادِ الظامي
لا "العدلُ" عدلكِ.. كم ليالٍ عربدتْ بلظى الذليل.. وشهقةِ الأيتام!
لا "الغاز" غازُك، فارقبي أشذاءه ضُخت إلى أبناء عمِّك سامِ
لا "الأرضُ" أرضُكِ، لم يعدْ في ثديها إلا اللعاعة أو رمادُ ضرام
لا "الأمنُ" أمنُكِ، والكرامةُ أُزهقت والخوفُ يُزرعُ والقلوبُ دوامي
لا "الخير" خيرُكِ، والطفولةُ في الضنى مفطومةٌ من قبل يومِ فطامِ!!
لا "الجيش" جيشكِ- ذوالملاحم والفدا- باكي السلاحِ.. ممزّق الآكامِ..
أين الحميّةُ –ياشذى الوادي- وقد كنتِ الندى والمنتدى والحامي
أين الجوارُ وفي ذماركِ غزّةٌ.. سجنا من الأنات والآلامِ ؟!..
ما بالُ أزهرك الشريف مكمما كالعبدِ في ذُلٍّ وفي استسلام!
أين العقول النيّراتُ تسيرُ في فلكِ النبوغِ ومعرج الإلهـام؟!
أين الحضاراتُ التي أبدعْتِهـا؟! كيف انْتَكستِ لظُلمةٍ وسقـام؟!
أين الرؤوسُ الشامخاتُ إلى العُلا يا ويحها! أتُداسُ بالأقدامِ ؟!
أرضَ الكنانةِ والشهـــامة والتُّقى عودي منارةَ عزّةٍ وسلامِ
هذي جموعُكِ بالرجاء تدرّعت تعلو المعاقل مثل سيلٍ طامي ..
فتأملي فرعون يغرق في لظى لُججٍ من الجبروتِ والأوهامِ
فاجلي بنور الله كلَّ غيـــاهب ٍ وابني معالم مجدك المتسامي..
عودي بحسِنكِ رمزَ كلِّ فضيلة ٍ كالشمس.. كالأنغامِ.. كالأنسامِ
قد يمكثُ الطغيـــانُ فينا حقبةً.. لكنّ عُقبى النصرِ للإســلامِ..