|
أجمال ماذا قدّ يخطُ بنـــــانى |
والعجز ألجم أحرفى وبيانى |
دعواك لى قد ألهمتنى قصيدة |
فيها أريح القلب من أشجانى |
فدفعتَنى كىّْ أستحث خواطــراً |
عاشت سنين أسيرة الكتمـــانِ |
فاسْتحسنتْ من هاشمٍ اطلالــةً |
عَارضتُها وزناً وبعضَ معــــانى |
الناس تتخُذ الكتابةَ حرفــــةً |
لكنهم فى نظمِها صِنفـــــانِ |
صنفٌ يذوبُ الحسُ فى أبياتِـــه |
ويذوبُ فى البهتانِ صنفٌ ثـــانِ |
أسرفت قيسٌ فى الهيام مغاليـــا |
حتى طوتك نقيصةُ الخبــــلانِ |
اترك بثينة يا جميل لمن يعى |
معنى الكرامة فى حمى الأوطان |
انتم ترون الشعر وحدةً مقطعٍ |
وأنا أراهُ مُوَّحدا لكيانى |
انتم ترون الشعر محض بلاغة |
وبلاغتى تبغى علا الانسان |
ذبحت لنا فى كلِ يومٍ دولـــةُُ |
(أكلت بلا عوضٍ ولا أثمـــانِ) |
ونفر دوماً للسكوتِ مخافــةً |
أن نستباحَ كدولةِ الافغــــانِ |
ونكتمُ الحسراتِ فى أعماقنــا |
فالصمتُ أصبح شيمةَ العربـــانِ |
لا تطلبوا وهم الحيـــاة بذلة |
إنَّا سئمنا العيشَ فى الأكفـــانِ |
شتـــان بين المرء يملك أمره |
ومن اكتفى بموائد الحرمــــانِ |
شتــان عصفورُ تلفعَ بالمـدى |
وتلقفتهُ أناملُ الأغصـــــانِ |
وقرينـُـه يزهو بأثـوابِ الردى |
قد ذابَ لونُ الريشِ فى القضبـانِ |
لا تَدْفِنوا تحتَ الرِمَالِ رءوسَـكُم |
كنعامةٍ ساءت الى الظلمـــانِ |
فاليوم تلهو بالعراق خيولهم |
وغدا بمصر وسوريا والسودان |
ولقد رأينا الأمريكان بغزوهـمْ |
قد سلموا الفرسان للنسوان |
وتناثرت أمجادنا فى مشهد |
للخزى دامت بعده أحزانى |
م/على درويش |
 |