السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لستُ شاعرًا أصلا، لكنها خلجات نفس تفيض فتغلب؛ فأمسك قلمي وأكتب.

( الشعرة البيضاء )

جاءت لتؤسر فروتي بجيوشها // تغزو الشباب بموكب النسيانِ
شقت سكون الرأس بعد تمامهِ // وترعرعت بتقلب الحدثانِ
وتفردت تختال بين رفاقها // ببياضها وسواد عهدٍ فاني
هل أنت ستر بالوقار يلفني // أم أنت نزع العنفوان العاني!؟
خضبت رأسي بالبياض وإن عمـ // ري لم يكد يشبع من الحرمانِ!
يا شعرةٌ صبرًا فإني مستها // م بالحياة وشهوة الوجدانِ!
ما زال عهدي بالطفولة ينتشي // ولتسألي لطبيعتي خلاني!
كالشمس مشبوب تبث ضياءها // فوق الربى فاخضوضرت ودياني!
أو بعد عهدٍ يستبيح عزائمي // تأتي بنذر كهولتي وهواني!؟
رفقًا؛ فبحري بالأماني خافقٌ // والموج ملتطم على الشطآنِ
عجبي لأمر المرء وهم عتادهِ // وهو الحقيقة طبعه العَجزانِ!
ولكم تلمس في الحياة بقاءهُ // ومن الكتاب فناؤه بأوانِ!
أمري لشعرات السواد أن اخضعي // طوعًا لأمر الواهب المنانِ
ولتستجبنَ لحكمه وقضائهِ // عل البياض يطهرنْ أكناني!