زوبعة
سرقوا الزَّمانَ وهَيَّئوا الأنخابا=عاد العبيد يُحرِّقون كتابا
وعدَوا على دوحٍ تفيَّأ ظله=أهل العقول يُزوِّرون خطابا
حشدوا الجهالة والفسوق يؤزُهم =سقطٌ يفصِّل للزنيم ثيابا
عبدوا الدياثة يرجمون عقيدةً= والراكعون يُحاربون حجابا
وكأن أملاح السفور أمينةٌ=تشفي العليل وتنقذ الألبابا
ماللعروبة تحتفي بتفاهةٍ=وتقدِّس الخُدَّام والحُجَّابا
لبَّوا إشارة مذهبٍ متقوقع ٍ= يئد الجنين و يهدم الأطنابا
أكلوا نعاماً واستباحوا ريشه=للمرجفين يُصعِّرون رقابا
ليس الحجاب بذاته مستهدفاً=بل مبدأ رفع البناء وطابا
ثاروا على أقداس دين شامخ=أم الحضارة هادماً أنصابا
فالراهبات بدينهن فريضةٌ=لبسُ الحجابِ وما لقين غضابا
لوصاة بولس قد حفظن ولن ترى=في قومهن نكارةً ومُعابا
قد صوروا العذراء أبدع صورةٍ=والرأسُ حُجِّب كي يظل مهابا
وبدوحنا شوك يسد منافذاَ =سوسٌ يؤسِّسُ في الصدور سرابا
فمخاضة التشكيك تُردي أمةً=ناخت لوهمٍ إذ تخاف ذُبابا
من يحتمي بمدافعٍ موتورةٍ=فرض الغُثاءَ وما استطاب صوابا
صنع الزوابع كي يقال تقدمٌ=وينالَ من نعلِ اللئيم ثوابا
رحل المغول وظلهم متمكِّنٌ=ومياه دجلة لن تعود غرابا
وأُعيدُ قولة يعربيٍّ ماجدٍ =ما ضرَّ نبحٌ لن يطال سحابا