*لَمْ تَكُن ظلًا ولا طيفاً عابرًا!*

لا لم تَغِب....
َفَشمسُك ما زالت تنير دروبي
تجتاحُني حيرةً دامغةْ
كيف تحَلِّق في سمائي الغافية ْ
تستفزها وتجمع بِهَمسك أقمارها
بِلِذة تهزم أمواجي العاتية، نبضةً نبضةْ
تقتحم قلاعَ سكوني
بضوضاءِ أحصنتك الجامحة
من أين أتيت بالجرأةِ فَتَخطيت الحدودَ والحرسْ
وَبكِبرٍ جلست على عرشِ مملكتي!!
بِنَدى كفِّيك أفنَيت جفافَ سنيني المرهقةْ
وأنعشت وُرودَها الذابلةْ
مَزَّقت ما ارتكَبَته العناكبُ من جرائم
على جدراني المنسية وأبوابي الشَّامخة
تلك التي ما وَطِئ كبرياءها متطفلٌ
ولم تنخلع أقفالُها رعبًا من أعتى العواصف
كم كنت أغفو كَفَراشةِِ على ترانيمِ صوتك
كَيَاسَمِينةِِ تستنشق أنفاسك
شذا عطرك يعبق في أرجاء كَوْني
لا تغب....
فالأماكن تذكر كل إيماءاتك
ها هنا في شُرْفة السمرْ
ركنٌ يحكي حَكاياه وفنجان قهوتك
بَصَمات أناملك ورشفات حائرةْ
لا تغب....
فآثار قدميك على جَبِين الأرض
تشهد أنك كنت هنا.... لم تَغِب
لم تكن ظلاً ولا طيفًا عابرًا
أو حلم ليلة مقمرة