كنت قد تابعت ورأيت توسعة الحرمين في عهد المغفور له الملك فهد وكان عملا رائعا وأعمال الخير تقدر ويقدر فاعلها والله هو المطلع والمكافئ وكانت هذه القصيد
توسعة الحرمين
..
مسجدا العزِّ صَبْوة الأتقياءِ
درتـا الأرض منبعــــا الآلاءِِ
..
ما قريبٌ وشـاهـدٌ بعيـــــانٍ
كبعـــــيـدٍ متـــــابعِ الأنبــــاءِ
,,
مكـة اليوم والمدينة تحظى
باهتمـــــام مـكثَّف وبنـــــاءِ
,,
قاده الفهـد إنّ للفهــد رأيًا
مستنيـرًا بســمحـــةٍ غــرَّاءِ
,,
وسَّع المسجد الحرام وعلَّى
فتجـــلّـى برونـق وبـهــــــاءِ
,,
وأتى مسجد الرسول فأضحى
غايـة الحسنِ واكتمـال البنــاءِ
..
أصدر الأمر بعد بحث وجهدٍ
واختيـــــارٍ لصفـــــوةِ الآراءِ
..
وتلقّــــــاهُ كــلُ بـرٍّ رشــــيدٍ
بالتــــزام وفطنـــــــةٍ وولاءِ
...
آيـةٌ في فنِّ العمـارة تحوي
آيـــةً من محبــــةٍ ووفــــاءِ
,,
كـــــل شيءٍ مقــــدَّر وبـديع
لامجــال لرمْيـةٍ عشْـــــــواءِ
...
منظرٌ يأسر النفوس فتلقى
كــــل راءِ مرددا للدعـــــاءِ
* * * *
هل رأيت المآذن الغرَّ تعـلو
فـي وقــارٍ وعـزّةٍ للفضــــاءِ
...
داعياتٍ إلى الهدى مرشداتٍ
دائبـــاتٍ مرددات النـــــــداءِ
...
زيّـنتهـا الأضـواء حتى تراءت
حولهـا صبحـا حَلْكَة الظلمـاءِ
..
صاغهـــا في براعـة وجمــالٍ
متقـن الفــنِّ محكـم الأجـزاءِ
..
وانظر الساحات العظيمة صارت
كفضـاء قد أُلْـحِقـت بفضــــــــاءِ
..
قد كسَوْهـا بـمَرمرٍ ذي بياضٍ
زاد حسنـا بـمَسْحَـةٍ سمــــراءِ
..
تغرب الشمس وهي بَرْدٌ عليه
فـأوار الهَجـــيـر كالأمْسَـــــــاءِ
...
وكـــــأنّ الأنـوار ليلا عليـــــه
قـد كستـه بفضـــةٍ ملســـــاءِ
..
مَلَسٌ لايُهــــابُ منــــه انزلاق
وصفـاءٌ يفـوق صَفْو المـــــاءِ
...
كل جـزءِ بالمسجدين محـاطٌ
باهتمـــــامٍ مدَّعـم وسخــــــاءِ
,,,
والمصـابيح والثريـات تحـكي
بسمةَ البدر في محيَّا السماءِ
,,,
إذ تهادى وحولــــه ثاقبـــــات
باعثات بنورهـــا الوضَّــــــــاءِ
...
كاللآلي منضَّـــدات أضــــاءت
صفحة الحسن في سماء البناءِ
,,
ونقوش من متقن الفن تزهو
فـي جمــالٍ منمَّـق بجـــــــلاءِ
..
ونفيس من السجاجيد تضفي
روعـةً أثْرَت بـَهْجـة الأنحــــاءِ
..
واتســاعٌ على امتـداد مـداه
فـى اتساقٍ مكيَّف الأجــواءِ
..
واكتمال الرفاه بالوفر يُؤْتي
كـلَّ يســرٍ وراحـةٍ ورخـــــاءِ
..
طَبَقاتُ البناءِ صِيغَت على أكْـ
ــمل ما ترجو راحـــةُ النُـزَلاءِ
..
أيّهــا إنْ أردت فاصعــد إليها
يُحْمل الجمع دون جهد ارتقاءِ
,,
وجــرت زمـزم الطهـور بيسرٍ
نـهـــر خيـر سائغـا وشفــــــاء
,,
مددت منها أفرع في جهاتٍ
واضحــــاتٍ لكــلِّ دانٍ ونـاءِ
,,
بـرِّدت للشـراب وهْـيَ زُلالٌ
دفِّـقت لاتـردُّ نـاقــــل مـــاءِ
,,
روعـةٌ تذهـل المـدقِّق فيهـــا
وكمــــال ودقَّــــة فـي الأداءِ
,,
فجزى القائمين بالأمر دومـا
رب العـالمين خـيـر الجـــزاءِ
* * * *
هكذا الفهــد إنْ تكفّل أمـرا
جــدّ فيـهِ بـهمّـــة ومضــاءِ
..
عزمـة تجفـل العـزائم منهـا
وسخـــاءٌ في البـرِّ كالأنـواءِ
...
واضطلاعٌ بكـل أمـر عظيـم
حـلَّ منـهُ بساحـة العظمــاءِ
,,
وفــــؤاد معـلّــق بـمعــــانٍ
سـاميات في ذرا الجوزاءِ
,,
قد أحب الكمـال في كل شيءٍ
وتحـلَّى بفطنـة الحكمــــــــــاءِ
,,,
حب جلِّ الناس ادَّعاء ووعـد
ويراه الفهد اضطراد العطـــاءِ
,,
فاق حدَّ السخاء بذلا وجهـدا
فتسـامى وفـاق في القرنــاءِ
,,
خدمة المسجدين فخر وذخرٌ
طوَّقتــــــه بعــــــزّة وســــناءِ