ردًا على ما يحدث من هجرة القرية إلى المدينة لا لشيءٍ إلا لأنها مدينة ، دون مؤهلات ، ودون مبرات ، فتتصحر الأرض وتعاني الهجر والترك
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هَلْ يُزْرَعُ الإِسْفَلْتُ ؟!
ماذا حَصَدْنا من إسْفًلْتِ المَديَنة ؟!
أعمِدةَ الكَهْرباءِ ، أم شَبابيك الزِّينَة ؟!
أم عجبًا
تأخذُنا الدَّهْشةُ المُلوَّثةُ
بكُرهِ النفسِ الحَبيسة ؟!
الجَسَدُ المَجْروحُ
من طينِ الأرضِ
المَغْروسُ
في طينِ الأرضِ
يُطَهِّرهُ
طينُ الأرضِ الحَزينة
تضحكُ
إن سالَ العَرَقُ يُبَلِّلُها
يُحْييها...تُحيِيكَ
حين تُقيلُ بِظِلِّ التينة
تلًتقِطُ الأنفاسَ
ِلتَهرب من كف الأرضِ...الخيرِ
إلى إسفلتِ المدينة
تحملٌ شمسَ القوةِ
بين ذِراعَيكَ
على كَتِفيكَ
إلى أَضْواء تَخْبو
وتخبوأنتَ
وتتركُ شمسَ الأرضِ...
وحِضْنَ الأرضِ ...
الطينِ
البِكرِ
الحُبلى
الخيرِ
الأملِ المَرجُوِّ
حزينة
تسألُ عنكَ
ترى قَدمَيكَ ...على الإِسفلتِ
تنادي الأرضُ
هنا قدماك
حيث القمحِ
وحيث التينةِ
تٌثمر ما أحلى ...
فأين يداك...؟!
مع قدميك...؟!
لو تُرسل عينيك...!
تَرى
مخاضَ الأرضِ يُبشرُ بالخيرِ
الشمسُ سَعيدة
تَتَفتَّقُ أرضُك
عن يومٍ أخضر
عن نبتٍ أخضر
وغدًا يصفرُّ
اذهب جهِّز للخيرِ البيْدر
جُرحُ الأرضِ
ينادي الجرحَ في كعبيك
وهجُ الأسفلتِ سيُلهِبُك
ويدميكَ
ونبتُ الأرضِ يداويك
شمسُ الأرض
تنادي شمسَ ذراعيك
إن كنتَ ستحتضن الإسْفلت
فسلامُ أبي جهلً عليك.
مأمون المغازي
2003