قصيدتي العمودية الأولى..كتبتها في السابعة عشر..مهداة إلى سيدي د. عمر جلال الدين هزاع...




قُولِي عَفَوْتُ



قُولِي عَفَوْتُ لِكَيْ تَزُولَ شَقَاوَتِي
فَالْعَفْوُ مِنْ شِيَمِ الْمُهَيْمِنِ فِي السَّمَا
وَتَجَاوَزِي وَتَرَفَّقِي وَتَحَلَّمِي
قَدْ كَانَ طَبْعُ الْمُصْطَفَى مُتَحَلِّمَا
قُولِي عَذَرْتُكَ إِنَّ جِسْمِي نَاحِلٌ
وَشَقَقْتُ صَدْراً قَدْ تَخَضَّبَ بِالدِّمَا
قُولِي عَذَرْتُكَ قَدْ عَفَوْتُ وَ إِنَّنِي
بِنْتُ الأَكَارِمِ قَدْ عَفَوْتُ تَكَرُّمَا
تَاهَتْ مِنَ الدَّمْعِ الْغَزِيرِ بَشَاشَتِي
وَالْقَلْبُ صَارَ مِنَ الْبُكَاءِ مُحَطَّمَا
إِنَّ الْمُحَيَّا قَدْ عَلَتْهُ كَآبَةٌ
مِثْلَ الدُّجَى قَدْ صَارَ وَجْهِي مُعْتِمَا
الْعَفْوُ مِنْ شِيَمِ الْكِرَامِ لِتَصْفَحِي
فَيَرَى سَخَاءَكِ مَنْ أَصَابَهُمُ الْعَمَى
فأنا هنا غَسَّانُ أحني هامتي
مُتَذلِّلاً وَلَكَمْ شَمَخْتُ إِلَى السَّمَا
وَالشِّعْرُ قَوْلِي وَالْبَلاَغَةُ صِنْعَتِي
وَالصَّمْتُ رَدِّي مَا السَّفِيهُ تَكَلَّمَا
فَإِذَا تَطَايَرَتِ الذُّنُوبُ عَلَى يَدِي
فَالْحَقُّ مِنِّي أَنْ أَتُوبَ وَأَنْدَمَا
وَزَبَرْجَدٌ أُهْدِي إِلَيْكِ وَسُنْدُسٌ
وَكُنُوزُ هَذِي الأَرْضِ يَا حُورَ السَّمَا
وَلآلِئٌ فِي رَاحَتَيْكِ أُرِيقُهَا
شَمْسُ الظَّهيرَةِ كَمْ تُغِيظُ الأَنْجُمَا
وَالرُّوحُ مَهْرُكِ وَالرُّؤُوسُ لَكِ الْفِدَا
وَإِذَا ظَمِئْتِ سَقيتُ ثَغرَكِ زَمْزَمَا
إِنِّي إِلَى عَفْوٍ أَتُوقُ وَإِنَّنِي
حَلْقُ المُعَذَّبِ فِي الصَّحَارِى بِالظَّمَا
يَا قُدْسُ قَلْبِي كَمْ يَتُوقُ إِلَى اللّقاَ
وَالمَوْتَ فِي مَسْرَى هُدَاهُ تَهَمَّمَا
فَشَهَادَةً أَبْغِي دِفَاعاً عَنْكِ يِا
أَرْضَ الْمَلاَحِمِ وَالْعَدُوُّ لَهُ الدِّمَا
لِمَآذِنِ الأَقْصَى وَقُبَّةِ صَخْرَةٍ
زُفُّوا إِلَيْهَا أَنْ كَفَاكِ تَبَرُّمَا
فَإِذَا حَلَلْنَا لِلْجِهَادِ بِأَرْضِهَا
لاَ سِلْمَ فِيهَا لِلْعَدُوِّ ََلِيَنْعَمَا
أَصْنَامُ غَرْقَدِهِمْ تَهَاوَى كُلُّهَا
تَحْتَ الْخَنَاجِرِ وَالْبَنَادِقِ وَالدِّمَا
لاَ سِلْمَ إِلاَّ بِالْحِرَابِ فَإِنَّهُمْ
عِنْدَ الْهَزِيمَةِ يَسْجُدونَ لِمَنْ رَمَى
يَا قُدْسُ قَلْبِي كَمْ يَتُوقُ إِلَى الّلقَا
وَمُنَايَ جُثْمَانِي يُزَفُّ مُلَغَّمَا




ذات مراهقة... 2002..