أوّل الباقين
أيُّ نومٍ كيفَ ليلي أجمعهْ
وسهادٌ حطّ من صبحي معهْ
يكتمُ الفجرَ قديماً مثلما
يكتمُ الانسانُ خوفاً أدمعهْ
كلُّ لوحاتِ المرايا بدّلت
ببقاياً من حطام المنفعهْ
صلبوا الشمسَ فسالت امّةٌ
من جراحِ البؤسِ أرضاً موجعه
بعضُ صرخاتٍ أدكّت مسمعي
حينَ ثلجُ الحرفِ ذابت أضلعهْ
والمواويلُ صليبٌ سمّرت
كلّ اوصالِ الاماني الممرعه
روّض النفسَ حبيبي خلفنا
حلمكَ المسروقُ نهرٌ ودّعه
خلفكَ الترحالُ منفىً كلّما
شاخت الاميالُ منفىً اتبعه
لا تغادر كلُّ من يفنى هنا
دمعةُ الزيتونِ تروي افرُعه
أوّل الباقين طيفٌ مزّقت
شَيمٌ للخلدِ موتاً بضّعه
داسَ قرنَ الموتِ حتى ظنّهُ
خاطِف الارواحِ لمّا أفزعه
دارَ في الاضواء رسماً مثلما
دارت الاضواءُ حول المفجعه
مرّ في نزفِ قصيدٍ فسعى
كلُّ حرفٍ كي يقبّل موضِعه
أسدهُ الاسماءُ ابهى ومضةٍ
قمرٌ أدمى ضمير المشرعه
قبّل الفجرُ كفوفاً جودها
ادهشَ الاكرام َ حتى روّعه
لا تخاصمني زماني احمقٌ
الهَ الطغيانَ بعدَ الامّعهْ
كلُّ أعماقي دخانٌ ثائِرٌ
شعلة ُ الاحساسِ ضوّت اشمعه
يتعالى يشبهُ الروحَ لهُ
أمنيات الماء طيفاً ضيّعه
كان َ مثل الظلِّ يأوي تحتهُ
إن لهيبُ الوجدِ يوماً أجزعه
تسرحُ الوديانُ بعدَ الملتقى
بينَ أفكارٍ لأمسٍ أرجعهْ
إن يلم حرفي كلامٌ طائِشٌ
فبحورِ الكبرِ صاغت طالعه
ذابَ في حبّ لشئً خلفهُ
ومضة ُ الغيّابِ فيه اللامعه
غائبٌ والوقتُ ساعٍ خلفهُ
والحضورُ المرُّ احنى أضلعه
في عناقيدِ الخواطِرِ نزفهُ
تتدلى من أغانٍ مدمعهْ
غائبٌ كلُّ أنتظارٍ إن اتى
يشربُ الوقت فصولاً أربعهْ
أحمد مانع الركابي