حينما رأيتُ شقيقاتي يلملمنَ حقائهبن استعداداً للانتقال إلى عش الزوجية ..
ومع أن البسمة ارتسمت على محيانا .. إلا أني لم أستطع الجلد ..
وبين دموع الوداع الحرى .. كانت هذه الأبيات :

بكى الفؤاد وأذكتْ دمعها المُـقَلُ
فصار من لهب الأشواق يشتعلُ
إثْرَ اللواتي اتّخذنَ الحبَّ ملءَ دمي
حتّى تدفَّقَ فِيهِ السعدُ والجذلُ
معاً مضينا غِمارَ الأنْسِ في دعةٍ
والشمسُ تشدو لنا والبدرُ يحتـفـلُ
ودَّعتهنَّ ودمع العين منهمرٌ
وفي الحشا نار حزنٍ ليتَ تـُحتملُ
ودعتهنَّ وقلبي يشتكي ألماً
حتَّى توالتْ هُمومٌ ما لها قِبَلُ
جوانحي كنتُ أطويها على أمل ٍ
واليوم يظهر ما في الجوف يعتمِـلُ
فليت أنا بقينا في اللقا أبداً
أقصى تفرقنا ما ترسمُ القبلُ
نسير في مركب الدنيا، نسيِّرهُ
فثـَمَّ يحلو لنا الإنجاز والعَمَلُ
يا ليت أن الفراق المرّ، والهفي
ما كان فينا وَلا حَلَّتْ بنا العـللُ
أوّاه من لهب يجتاح أوردتي
كيف الزهورُ لقيظ الصيف تحتملُ!
يا ربِّ أفرِغْ على المشتاق من جلدٍ
قد خانه المُسعِدان:الصبروالأملُ
أُعلِّلُ القلبَ باللقيا، فأرقـبُهُ
كأنَّنى فيهِ عنْ دُنْيايَ منعزلُ
كنا وكانت لنا الأيام ضاحكةٌ
وَالمُفرداتُ على أسماعنا زجلُ
كنا وكان الصِّبا يحلو بمقدمِنا
براءةٌ من سناها العمر يكتحلُ
ونستقي من حنان الأمِّ أعظمَهُ
تبيتُ والقلب من فرط الهوى وجلُ
و والدٌ شامخ ، بالصبر مؤتزِرٌ
فِي مُقلتيهِ لنا من حبِّهِ شُعلُ
كنا وكانت أمانينا تـُداعبنا
فنـُسرج الخيل نحو الحلم نرتحلُ
والهف قلبي على ذاك الزمان مضى
كَضوءِ شمعٍ رويداً رامَ ينخزلُ
ما زلتُ أذكر أياماً بكم أنـِستْ
على شواطئ بحرٍ موجهُ خَطِلُ
وفي المساء أحاديث مُكلّلةٌ
بالحب ، إن غيرنا جفن الكرى سَدلوا
كمِ امتطينَا نَسيمَ الليلِ فِي ألقٍ
نسابق الفجرَ للعليا فمن يصلُ !
كنا وكانت أياديكم تـُسيِّرنا
بعد الإله إذا ضاقتْ بنا السبُلُ
كنا وكنتم حناناً بات يغمرنا
تكسي القلوبَ بهِ من روضكم حُلَلٌ
كنا، إلى أن شددتـّم رحْـلكم ألماً
وقد مضيتم ودمع العين منهطلُ
هي الحياة إذا بالودِّ تجمعنا
قد فرقتنا، كذاك الدهر ينتقِلُ
هي الحياة تـُحيل الجمع مفترقاً
فالشوقُ والحزنُ والتِّذكارُ والطللُ
هل ياترى سوف ألقى في غدي بدلاً
عنكم؟ ومالكمُ في خافقي بدلُ!
صفاء قلبٍ ، وإيمان وتضحية
أخلاقكم ما لها بين الورى مَثَلُ
وعاذلٌ جاءني بالنصحِ مفتعلاً
فَأسبلَ الدمعَ أن لا يُجديَ العذَلُ
شدوا الرحال وعين الحزن ترقبهمْ
فهل جراحي من الذكرى ستندملُ
كيف الصباح يُرى دون ابتسامتهم؟!
كي الحياة سَتحويني وقدْ رحلوا؟!
أسقي جروح فؤاد الصب من مُقلي
فينزوي، ترتوي من جرحه المُقلُ!
ألملم الدمع يوم البين في خجلٍ
ومادرى الناس أن المُبتلى خجِلُ
قد كنتُ أسمع بالأشواق غامرة
وقلبيَ اليوم من كأس العنا ثمِلُ
لسوف تبكي حنايا البيت من شغفٍ
أين الذين لخير الهدي قد حملوا ؟!
ما أوحش البيت حين الصمت يغمره
من بعد ما كان في أركانهِ الجذلُ
تغريد طير الصباح العذب هيّجني
فرحتُ أذكر من غابوا وما أفلوا
مضيتُ أذكرُ قلباً كم يظلننا
بحبه، عن حنان القلب لاتـَسَلوا !
ذكرتُ بسمة ثغرٍ طالما نطقتْ
فأضحكتْ من لدار الهم ينتقلُ
وقمتُ أذكر من كلٌ يجلِّلها
كأن من ثغرها يُستخرَج العسلُ
وذكرياتٍ لهم أمستْ تؤرقني
حتى بكت أحرفي، وانسابت الجُمَلُ
لا تعذلوا دمعةَ المشتاقِ مُطفِئةً
للاعجٍ في زوايا القلب يشتعلُ
فِي بُعدِهم ذكرياتٌ لا تفارقني
في حبهم أجودُ الأشعار تـُرتَجلُ
أبيتُ أدعو إلهي في الدجى لهمُ
عسى دعائي إلى هام السما يصِلُ
الحمد لله يُعطي الخير من كرمٍ
ويمنح الصبر، بالسلوان يتصلُ
يا ربِّ فاحفظهمُ من كل نائلةٍ
وإن همُ عن سماء(.....) قد أفلوا
ولْترعهم يا إله العرش من ألمٍ
مهما تشاكلت الأقطارُ والدُوَلُ
وجمّعِ الشمل في روض الجنان غداً
هناك حيث لقاء الجمع يكتملُ


ولا أنسى أن أشكر كل الشكر الأستاذ بندر الصاعدي الذي أعطاني
ملاحظات قيمة في القصيدة لتبدو لكم على أكمل وجه ..

أنتظر عذب مروركم ..
تحياتي العطرة ..
أختكم :
حروف ..