يقول محمود درويش" نعم عربي ولا أخجل" كم عشقته حينها ، وبعد غزة ، أقول بلا خجل:



أخطأتَ "درويش ُ"
أخجلُ أنني عــربي .
وأبرأ اليومَ من أهلي ومن نَسَبي.

وأعلن ُ :الأرض قبرٌ
والمدى عفــن ٌ..
مادام يحكم فينا عاهرٌ .. وغبــي .

أخطأتَ درويشُ
فالأعرابُ - معذرة ً- مسخ ٌمن الذل ِّ
والجُحّـــاد ِ والنّـصُبِ .

ليسوا سوى جثث تمشي بأحذية ٍ
نَخّـُـوا الرؤوسَ وباعوا الأرض بالذهب ِ.

لو يُسأل القبـــرُعن موتاهُ ..
يرفضُهُم ْ..
حتى القبــورُ تُباهي رفقة َ التـُّـرَب ِ.

همْ نَسلُ غانية بِيعتْ لغانية ٍ
جميعُهم أمُّهم "حمــالة ُالحَّطَبِ " .

لا يأبهونَ لموت ٍ فادح ٍ ودم ٍ
يستسلمون لهـزِّ الخصرِ والطرب ِ.


لو أنَّ غـزةَ كانتْ فخذ َ عاهرة ٍ
لكسّـرَ الأرض َ أهل ُ النفط ِ بالغضـب ِ.

لو أرضها ساحة ٌ للرقص ِ عاريةٌ
كانوا استحالوا أباة ً قادة ُ الكـذب .
ِ
لكنها بعضُ أم ٍّ ، ألفُ مرضعة ٍ
وطفلةٌ لم تكـد ْ تخلـو من الــزغـب ِ.

يستمطرون رضى الجـلادِ ، يا بقرا ً
تيجانُها أثقلت بالخزي ِ والجــرَب ِ.

يأتيكم ُ الدور ُ ،لن ينجيكمو أبــدا
عناقُ صهيون ، أو تقبيل ُ مغتصب ِ.

الخائنون محال أن يصادقهم
حتى العدو، مــآل ٌ شــرُّ منقلب ِ.

أطفال غزّة ، هل كانوا بلا نسّـب ٍ
كي يصرخوا اليوم في بيّـارة اللهـب ِ؟.

نساؤها ، وشيوخ ٌ أنجبوا جبــلا ً
ألم تكن غزّة ٌ من " أحمد العربي " ؟

ألا يُصَلـّون خمسا ً ، يسجدون كما
كل ّ المصلـّـين إيمانا بطهرِ نبي ؟

أليست ِالقدسُ مَسْرَى كل ّ معتنق ٍ
دين السّماحة ِ، روح الله في الكتب ِ؟


فكيف سَاداتـُنا أعْتلـّـتْ بَواصِلهُمْ
فصارَ"بوش" لهمْ ، من أشرفِ النُجُب ِ؟

وبيتُهُ الأسْوَدَ الغــدّارُ قِـبلَـتَهَُــمْ
يؤمّـهم لصَلاة ِ الغــدر ِ والنّـُوَب ِ.

أولاءُ قادتـُنا ، بئسَـــاً لهمْ ولـَـــــنا
هذا الســكوت ُ بنــا ، شيءٌ من َ الـكـَلـَـب ِ.

دماءُ غـزّة َ حبرٌ لو يطــهّرنا
كنا نهَضنا ،براكينا من الشّهـب ِ.

لكنها جفـّتِ الأقلام من دمنــا
وكل ُّ حــرف ِ كتبنا ، قاحل ُ السـُّـحب ِ.

أظن ُّ غـزّة عنـّــا عبّــــــرت ْ بـدّم ٍ
لَـَمّــا انتخينا ،دَفـَـعنا الموت َ بالخُطَـب ِ .


كتبت في الأسبوع الأول من الحرب على غزة


.