همسات تائهة في ظلام الليل
عبد الرسول معله

أهَدّئُ فيكِ مُضْطربَ الخيال
و أسحقُ كلَّ أفكارِ المُحالِ
و لا أرجو منَ اللقيا منالاً
ولا أبغي لنفسي مِن وصالِ
لقد كانت أمانينا عِذاباً
وحلماً رائعاً في ذي الليالي
تسامِرُنا الحروفُ بلا نفاقٍ
و كم يقسو الزمانُ فلا نُبالي
ونضحكُ لا سفيهَ إذا التقينا
ينغـّصُ فرحتي فيَسيءُ حالي
أسائِلُ عن هواكِ و عنْ مداهُ
و عن عُمري القصير و ما جرى لي
وجدتُ سنينَه كانت سراباً
تراءى ثمَّ راحَ إلى زوالِ
إذا ما غبتِ عن قلبي المُعَنّى
يزيدُ عذابُه فوق احتمالي
و كم تقسو على عَينيْ حروفٌ
وقد خـُطـّت بحبرٍ من لآلي
فظلتْ دمعتي في الجفنِ تلهو
وتبرقُ في اليمين وفي الشمالِ
و في الأضلاع مُضْنىً ظلَّ يضرى
بنارٍ من بعادك وانعزالي
هدوءُ الليلِ نقضيه حيارى
و جُرحُكِ قد أبى أيَّ اندمالِ
فهل نبقى على ما فاتَ نبكي
و يقتلُ حبَّنا مرُّ الليالي
فلا تَدَعي العذولَ يزيدُ ناراً
فيفرحُ مِنْ عِنادِكِ و امتثالي
فهذا القلبُ قد أضناه شوقٌ
فنجّيهِ مِنَ الداءِ العُضالِ
و هاتي من دنانكِ عَذْبَ خمْرٍ
لكي أحيا بكأسٍ من زُلالِ
فقد جاءتْ على بُعْد ٍحروفي
لتعزفَ نغمةَ السِّحْرِ الحلالِ
فلي في كلِّ خافقةٍ نداءٌ
وهمسةُ مُغْرَم ٍيدعو تعالي