حين يغيب



كُنْتُ أَظُنُّ..
بِأَنَّ الشَّمْسَ سَتَبْقى واقِفَةً.. كَيْ تَحْرِقَ آمالي..
في مَيْدانِ الواقِعِ عَلَناً...
حينَ يَغيبْ

كُنْتُ أَظُنُّ بِأَنَّ وُجوهَ النّاسِ سَتَرْفَعُ رايَتَها لِلحُزْنِ..
يَلوحُ اليَأْسُ...
وَتَرْحَلُ كُلُّ فُلولُ اللَّوْنِ..
يُصْبِحُ أَبْهَجُ ما في الكَوْنِ...
كَئيبْ

كُنْتُ أَظُنُّ البَحْرَ سَيُعْلِنُ.. أَنْ لا مَدَّ..
أَنْ لا جَزْرَ..
أَنَّ المَوْجَ تَحَطَّمَ فَوْقَ جُمودِ الصَّخْرِ..
وَمِنَ القَهْرِ...
أَصْدَرَ نَعْياً فَوْقَ الرَّمْلِ..
(يا جُبَناءَ العالَمِ هَيّا..
ما عادَ البَحْرُ كَما كانَ.. جَموحاً..
مَجْنوناً...
وَغَريبْ!)

كُنْتُ أَظُنُّ..
وَيا لَحَماقَةِ ظَنِّي..
أَنِّي...
سَوْفَ أَخُطُّ هُنالِكَ شِعْري
يَرْثي جَهْراً زَهْرَةَ عُمْري
يَكْرَهُ كُلَّ الدُّنْيا..
يَحْقِدُ..
يَفْقِدُ...
حُبَّ الدُّنْيا
حينَ.. يَغيبْ

لكِنْ لَمّا غابَ وَذابْ
لَمْ تَقِفِ الشَّمْسُ حِداداً لَوْ لَحْظَهْ
لَمْ تَبْهَتْ أَوْجُهُ مَنْ حَوْلي
لَمْ يَتَوانى مَوْجُ البَحْرِ.. يُجَدِّدُ قَتْلي
يَمُدُّ لِسانَ شَماتَتِهِ..
يَسْتَهْدِفُ روحي...
وَيُصيبْ

لَمْ يَصْدُقْ ظَنِّي..
لكِنِّي...
ما زِلْتُ أَخُطُّ الشِّعْرَ حَماقَهْ..
أَبْكي فَقْدي
أُخْرِجُ حِقْدي
أَمْزِجُ جَدَلاً أَمْسي بِغَدي
أَكْتُبُ..
"ماذا يَحْدُثُ...
حينَ..
يَغيبْ ؟؟.."





مي