عقد قران

يا زفرةَ الحزنِ المعتق في الفؤاد وفي القلم ْ
أومن خروجْ ؟
فالقلب يأكله الألمْ
صار السرور بعرفه محض اصطناعْ
ثكلى وترسم بالشفاةِ حبورها
والقلبُ خبزُ ُ والأسى بعض الجياعْ

وكذا اليراعْ ...
قد جف فيه الحبرُ من زمنِ الرضاعْ
جابَ الدروبَ إلى الفطامِ .. ولا رقاعْ

لامن غرامٍ أو سهادْ
لا من حبيبٍ ضل عن وصلِ الرشادْ
بل من صدود عشيرتي يومَ الجهادْ


قد كان يأمل بعض أطيافِ الأملْ
كي يمتطي خيل الحروف الطائرةْ
نحو السحاب المحتدم ْ
ويخلص الشمس التي ما أشرقت منذ القدمْ
تلك التي حجب البغاةُ شعاعها
وأمدهم قومي الغباةْ
من نورها
ألق العلوم مع الحكمْ

كي يسرقوا قوتي وأطفالي الجياعْ
كي تشرقَ الشمسُ الأبيةُ من غروبِ بلادهمْ
فيعم في قلبي الظلامْ

كي يأكل المأجوج ما غرس الأباةْ
كي يخرج الدجالُ يهدي قومنا
سبل التناحر والضياع


فيكون حرفي كالمسيحْ
ويكون كالسدِ الذي
حفظ الحياة من التلفْ
لكن قومي ما اعانوا بالحديدْ
كلا ولا أحدُ ُ نفخْ


هم قابعون على الهوى
مثل الذباب على الجيفْ

دجالهم قد بث في أرواحهم بعض الوهمْ
فتنافروا وتناحروا من أجل صاعٍ من عدمْ
صاروا كما الجسد الصحيحْ
وسقامهم بعض الوهمْ
والوهم مدعاة السقمْ


كل غواه الغوص في كبد الصراعْ
وتفرقوا شيعا بمختلف البقاعْ
قتلوا المسيح وما قتل
ولأي شيءٍ قد قتلْ ؟!
ولأي شيء تستباح مشاعرُ ُ مثل الوداد ؟!
ولقد ظننت جهالة ً..
أن الحروفَ مشاعرُ ُ كمشاعل النصح التي
تهدي الضميرَ إلى الفؤادْ
إذ كيف يُجدي النصح إن عُدم الرشادْ


لا لست أكتب كي يقول الناس أني شاعرُ ُ
بل إنها زفراتُ من حزني الذي
عقدَ القرانَ مع الفؤادْ