إهداء
إلى شعب مصر العظيم
الذي حرر وطنه وانتزع حقه
في ثورته المباركة
يوم 25 يناير 2011

ثورة شعب
فرج أبو الجود

وللثوار في التحرير ميدانُ
وبين الجد والهذيان شتانُ
سيوف القهر إن كثرت فعاجزةٌ
وسيف الحق رغم القهر سلطانُ
ومن لا يتخذ من يومه سببا
لعفو الله فالمخدوع غفلانُ
وكم في الدهر للطاغين من عبر
وكم في الظلم للطاغين أعوانُ
دعاة الحق بالطاغوت كافرةٌ
وإن الكفر بالطاغوت إيمانُ
فلا يحزنك من فجر تباطؤه
فإن الفجر منتبه ويقظانُ
طيور الصبح في الميدان باسمة
وبوم الليل في الأوكار غضبانُ
فذا بالحب والإيمان ممتلئ
وذا بالبغض والكفران ملئانُ
ملائكة تذود النار عن فئة
وفي فئة يهيج النار شيطانُ
ولو أبصرتَ ما أبصرتُ من عجب
جنود الثورة البيضاء غزلانُ
شباب تاق أن يحيا وفي يده
إلى الحرية البيضاء أغصانُ
يريد العدل والإنصاف مطلبه
وعدل الله بين الناس ميزانُ
فرد الحاكم المغرور في صلف
أنا للحق والإنصاف سجانُ
أنا الجلمود لا شعب يحركني
ولا إنس يحاسبني ولا جانُ
وكم من ناصح قد قام ينصحه
وما للظالم المأفون آذانُ
فصاح الشعب غضبانا سأسقطه
فما للظلم عند الله بنيانُ
وإذ للناس أصوات مزلزلة
وإذ أثوابهم للموت أكفانُ
وإذ بالليلة البيضاء غائمة
وإذا بالغيم أمطار وطوفانُ
وإذ بالنجم في العلياء مضطربٌ
كأن لديه مثل الناس وجدانُ
وهب الشعب منتفضا يسابقه
إلى الميدان أطفالٌ وشبانُ
وشيخٌ جاء قد ألقى عمامته
وبين جحافل الثوار نسوانُ
شباب ثار لا يرنو لدانية
ولا مما يمس عفافهم دانوا
وما وهنوا وما ضعفوا وما جبنوا
وما غدروا وما هتكوا وما خانوا
تموج الأرض والأقدام ثابتة
عراة الصدر والأكتاف شجعانُ
قنوت الفجر والقداس مجتمعٌ
ففي الميدان إنجيل وقرآنُ
كؤوس الظلم قد فاضت بشاربها
ومل الظلم أشياخٌ ورهبانُ
وظن الذئب أنا قد نصدقه
وهل للكاذب الملعون إيمانُ
وعاد يخادع الثوار نائبه
وفي التاريخ للفرعون هامانُ
فجاءت صيحة الميدان غاضبة
كلا الذئبين في التنكيل أقرانُ
فكان الموت للأخيار مكرمة
وللشهداء عند الله أجنانُ
فإن ينس الذي بالأمس أجرمه
فما للأمس في التاريخ نسيانُ
وما للذئب معروف فنذكره
وهل للذئب عند الناس عرفانُ
فلا والله ما أغنى بحيلته
ولا والله ما لباه إنسانُ
عدا من كان في أهدافه مرضٌ
يساريون وفديون إخوانُ
وضج الشعب فارتدوا وقد ندموا
وللرحمن للنَدْمان بيبانُ
وجاء الصبح في إشراقه قدرٌ
وفي مجراه للتاريخ إعلانُ
كأن الأرض قد قامت قيامتها
ليوم الحشر لم يستخف إنسانُ
وصلى الناس والأبدان خاشعة ٌ
إلى الرحمن والتأمين بركانُ
قنوت أيقظ الدنيا تضرعه
وسالت منه أجفانٌ وأجفانُ
وجاء النصر محمولا بأجنحة
من الرحمن لم يصنعه إنسانُ
وفر الذئب وانفكت عصابته
طريد الذل فيمن سابقا كانوا
فإن يصبر فإن النار موعده
وإن يضجر فما في النار سلوانُ
فيا رباه كن عونا وكن سندا
فللمخلوع أتباع وأعوانُ
شباب خط منهاجا لأمتنا
وإن الثورة البيضاء عنوانُ