زمـان المنى ....

سهر اللَّيـل وانتشـى القنديـلُ
والقوافـي كؤوسهـا سلسبيـلُ
وتغنّت بالحـبّ ورقـاء روحـي
لحنُها الشوقُ والحـروفُ هديـلُ
والمعانـي تنثـال شـلاّل نــورٍ
ترتوي منه فـي الفـؤاد حقـولُ
ثمّ يجري على المـدى نهـرُ حـبٍّ
كلّ نبـتٍ فـي ضفّتيـه جميـلُ
فإذا الغصن ، مورقًـا ، يتسامـى
بعـد أن كـان يعتريـه الذبـولُ
وإذا الكـون حولنـا مهرجـانٌ
فيـه للشّعـر ساحـةٌ وخيـولُ
أيها القلب حان وقـت الأغانـي
فليكـن منـك للسعـاد ِ قَبـولُ
واقتل الصّمت في مدائن روحـي
واترك اللّحن في عروقـي يجـُولُ
وامسح اليأس من عيون القوافـي
علّ ليلَ السّهـادِ عنـك يـزولُ
وامنـح العمـر فرصـةً للأمانـي
لا تقلْ لـي : بلوغُهـا مستحيـلُ
نال منّا الشّجـا وعشـّش دهـرًا
والأسـى حِملُـه علينـا ثقـيـلُ
جاءنـا اليـوم بالهنـاء بشـيـرٌ
كيف إذْ جاءَ عن لقـاهُ نحـولُ؟!
عاش فينا الهجيـر عمـرًا فهـلاّ
ضمّنـا يـا فـؤاد ظـلٌّ ظليـلُ
كيف نخشى السّحاب من بعد قحطٍ
والظّما عهده طويـلٌ طويـلُ ؟!
أيها الشّعر هل ركنتَ إلـى الحُـز
ن ِ فلـم يبـق َللهنـاء سبيـلُ ؟!
هاهو الكـون يصطفيـك لتحيـا
في زمان المنـى فمـاذا تقـولُ؟!