|
أعاذل ليس من طبعي الخيانةْ |
ولا أرضى لأخلاقي المهانـة |
ولكنّـي أزخـرف قافيـاتـي |
وأجعل للحسان بهـا مكانـةْ |
أزور الحلْم ثـمَّ أعـود منـه |
بلحنٍ شابـهُ سحـرٌ فزانـهْ |
تفسّر كـلّ قافيـةٍ شعـوري |
ويصبحُ كلُّ بيـتٍ ترجمانـهْ |
ويزهو بالجواهر صدر شعري |
وأنظم فـي قلائـده جمانـهْ |
وأبعثه إلـى الأفـلاك نجمـاً |
لتُكْبِرَ أعيـنُ الدّنْيـا مكانَـهْ |
فهذا الشّعـر تأسرنـي رؤاه |
وتحملني وتدخلُ بـي زمانـهْ |
فأمسي طائراً في ليلِ سِحْـرٍ |
يجوبُ الكونَ ممتدحاً حِسانَـهْ |
وأسبح في بحور الوصف علّي |
أنال إذا دخلت الغوص دانـةْ |
وفي ساح التّغزل لـي جـوادٌ |
أُغِيرُ بِـهِ ولا ألْـوِي عِنانَـهْ |
فأكتبُ ما يجيش بـه خيالـي |
وما أرجـو بأحلامـي بيانـهْ |
أعاذلُ هل يطيعُ الشّعر أمـري |
إذا فتح الجمـال لـه جِنانـهْ |
يعيش الشّعر بالأنثى ويسمـو |
ويبلغ في التوهّـج عنفوانـهْ |
ويهمي من خلال الرُّوح ودْقاً |
وريحُ الشَّوق تزجي لي عَنانَهْ |
فلو حاولت صدّ الشّعر عنهـا |
يمـدّ بكـل سخريـةٍ لسانـهْ |