من بين أشجار خلف البيوت ظهر لي فرع طويل باسق، طاول عمارة بعدّة طوابق، يتراقص، ويتدلل، لا يعرف للعواصف ولا الرياح العاتية معنى، إلا حين يتمايل كبرياءاً، ولا ينحني إلا حين يروّض عوده ليعيد كرة التحدّى، في هدوء زانه حمل بعير من الأوراق الذّهبيّة – اعجبت منه وأردت أن أقول بيتين في حقه، لكن لم استطع وصف هذا الجمال:

تمدد أيّها الفرع العنيد
....................وطاول فالتّضاؤل لا يفيد.
تقدّم للعلى واسبق نديّاً
.....................بعزّ لا يذلّ ولا يــبيد.
تدلّل فالتدلّل مستطاب
....................وذاك جمال غازله عديد.
وقل لي:فيك سرّ تحتويه..؟
....................أعزم منك أم رأي سديد.
أطيب الترب أم حراً أبيّاً
...................طمحت، فطاب ذالكم المديد.
تجلّى فيك معنى أحتفيه
................فمن يطــمح ينل فيما يريد.


.