جارَتْ عليكَ مُذْ ارتحلتَ ظِبَاءُ
اطلقْ فؤادكَ إنّها السّمراءُ
بلدٌ تهيّئُ للصّقورِ هِضَابَها
وتَتِيهُ في صحرائِها الرّقْطاءُ
فَدَعِ التّمرّدَ إن عَتَتْ أمواجُها
ودَعِ التّحايُلَ إنّها الصّحراءُ
هي حربةُ التّحريرِ قاهرةُ العِدى
للقدسِ تزحفُ نَصلُها سيناءُ
بالأمسِ و التّابوتُ يحملُ حُلمنا
في اليمّ إذ ألقى بهِ الأُمَنَاءُ
وعنايةُ الرّحمنِ تُرسِلُ وعدَها
بالنّصرِ إذْ دارتْ بنا الشّعوَاءُ
كنّا نُهَروِلُ للجنانِ بصبرِنا
ما هَمَّ في طغيانَه مشّاء
فكرٌ تُعَتِّقُه السُّجونُ لتَنْتَشِي
حريّةً من كأسِه الصَّهْبَاءُ
ودَمٌ ونيلٌ ذي حكايةُ ثورةٍ
في ضِفّتيها يزرعُ الفُقراءُ
فرعونُ موسى عبرةٌ بجحودِه
فرعونُ مرسي في الجحودِ سواءُ
أظَنَنْتَنا في النّيل نُكسَرُ إنه
وهمٌ يُخَيِّلُه إليكَ الماءُ
ولنَحنُ من موسى عصاهُ ,مآربٌ
للنّصرِ يرجو أمنَنَا الضّعَفاءُ
يا دعوةَ السيفين تُوِّجَ مصحفٌ
بالحبِّ لا ظلمٌ ولا خيلاءُ
في تونسَ الخضراءَ قطبةُ راشدٍ
عُقِدتْ لِتَهتِفَ باسمها صنعاءُ
يا سادسَ الخلفاءِ فاعْقِدْ قُطْبَةً
للمسلمينَ وكلُّهمْ مِيفَاءُ
رفّتْ "أعدّوا" فاستَظَلُّوا عدلَها
فكفتهمُ إذ ضنَّت الأفياءُ
إنا على التوحيد رِتقٌ دوننا
في حربِها تتفتّقُ الأعداءُ