غريبـــــــــــــــــان...


بَيْنَ المَسِيحِ وبَيْنَ مَرْيَمَ لَمْ يَعُدْ

لِيَدِ الْخَطِيئَةِ أنْ تُقِيمَ صَلِيبَهْ

يَبكي الحَوَارِيُّونَ صَلْبَ نَبِيِّهِمْ

يَبكون فيه نَصِيبَهم، ونَصيبَه

قُلْ للحَواريينَ عِيسَى لَمْ يَمُتْ

صَلْباً، فَهَاتُوا سُؤْلَكُمْ لِيُجِيبَهْ

**
هذا الفتى المَنْسِيُّ أنْبَلُ شَاعِرٍ

إنْ خَطَّ رِقَّتَهُ.. تَرَدَّدَ طِيبَهْ

تُمْلَى قَصَائِدُهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّدَى

مُنْذُ الصِّبَا وَحْياً، لِأَبْلَغِ شِيبَهْ

يَعْدُو عَلَى خَيْطِ الْكَلَامِ، كَأَنَّمَا

يَرْمِي الْمَجَازَ فَصَاحَةً لِيُصِيبَهْ

**
أفَكُلَّمَا قُلْنا: " سَنُدْرِكُ بَعْضَنا "

صِرْنَا غَريباً مُبْعَداً، وغَريبَهْ؟

نَرْجُوا الْمَسَافَةَ أنْ تُـقَارِبَ بَيْنَنَا

فتَصِيحُ: " لا.. بَعْضُ التَّقَارُبِ رِيبَهْ "

أُفْضِي إلى قلبي، فيَهْمِسُ حَسْرَةً

" بُرْءُ المَوَاجِعِ أنْ تَظَلَّ قَرِيبَهْ "

**
إنِّي أغَارُ عَلَيْكِ مِنْ مَنْ حَوْلَنَا

هَذِي الْعُيُونُ مُخِيفَةٌ، وَمُرِيبَهْ

كَالْمَوْتِ حَامَ عَلَى الْمَرِيضِ مُكَذِّباً

حَدْساً يُرَاوِدُ بِالشِّفَاءِ طَبِيبَهْ

فَالْمَوْتُ مِثْلُ الْحُبِّ: سِرٌّ مُرْبِكٌ

وَالْحُبُّ: تَصْدِيقُ الْحَبِيبِ حَبِيبَهْ

..