غَيْرِي يُقَاتِلُ كَيْ أُعَدَّ صَبِيَّا
وَأَنَا أُصِرُّ عَلَى الْقِتَالِ نَبِيَّا
فِي الْمَهْدِ أُوحِيَ لِي - وَلَمَّا أَخْتَبِرْ
بَعْدُ الْكَلَامَ - مِنَ الْفَصَاحَةِ ضَيَّا
وَلَّوْا، جَرُؤْتُ لِكَيْ أَصِيرَ أَنَا أَنَا
وَذَبَحْتُ أَرْبَعَةً لِأُبْعَثَ حَيَّا
كَمْ نَخْلَةٍ لِي فِي الْغِيَابِ يَهُزُّهَا
خَوْفٌ بِمَرْيَمَ أَنْ تَعُوزَ جَنِيَّا
أُمَّاهُ إِنِّي رُوحُ رَبِّكِ، فَاخْلَعِي
عَنْكِ اسْتِيَاءَكِ، مَا جُعِلْتُ شَقِيَّا
عُتْبَاكِ.. لَوْ آمَنْتِ وَحْدَكِ دُونَهُمْ
بِي، لَاكْتَفَيْتُ مِنَ الْعَطَاءِ رَضِيَّا
إِنِّي وَلِيُّ اللهِ، أَنْطِقُ بِاسْمِهِ
شِعْراً، فَمَنْ ذَا قَدْ يَبُزُّ وَلِيَّا ؟
هَا قَدْ جَعَلْتُ مِنَ الْبَلَاغَةِ جُبَّتِي
وَمِنَ الْمَجَازِ أَقُدُّ لِي خُفَّيَّا
أَمْشِي عَلَى خَيْطِ الْكَلَامِ، فَيَنْتَهِي
بِي مَا أَقُولُ، عَنِ الْكَلَامِ، قَصِيَّا
لِي مِنْ كَلِيمِ اللهِ مَا لِي مِنْ يَدٍ
سَمْرَاءَ تُشْبِهُ فِي الْبَيَاضِ يَدَيَّا
هَذِي عَصَاكَ، فَشُقَّ يَا مُوسَى لَنَا
مَمْشىً نَسِيرُ بِهِ.. إِلَيْكَ.. إِلَيَّا
لَمْ يَكْذِبِ الْحَلَّاجُ فِيمَا قَالَهُ:
إِنَّ الْحَقِيقَةَ بَعْضُ مَا نَتَهَيَّا
دَوْماً أُحَاوِلُ أَنْ أَقُولَ - مُعَاتِباً -
لِلرَّاغِمِينَ إِلَى التُّرَابِ جُثِيَّا:
"كَمْ عِشْتُ مُحْتَمِياً بِكُمْ، وَمُدَافِعاً
عَنْكُمْ، تُغَرِّرُ بِي الْحُرُوبُ مَلِيَّا
إِنِّي ابْتَدَعْتُ الْكِبْرِيَاءَ لَكُمْ، وَكَمْ
جُرِّحْتُ حِينَ وَصَفْتُمُوهُ فَرِيَّا
لَنْ تَكْبُرُوا أَبَداً، وَلَسْتُ بِخَافِضٍ
عَيْنِي إِلَيْكُمْ، لَنْ نَصِيرَ سَوِيَّا"
وَحْدِي عَلَى الْجُودِي رَسَوْتُ، يُحِيطُ بِي
مَوْجٌ تَوَاضَعَ لِي، فَكُنْتُ نَجِيَّا
وَحْدِي عَلَى الْجُودِي عَلَوْتُ، فَمَنْ تُرَى
- إِلَّايَ - قُدِّرَ أَنْ يَظَلَّ عَلِيَّا ؟
مَنْ ذَا؟ أَرُونِي فُلْكَهُ، وَهَلِ اهْتَدَى
مِثْلِي وَيَمَّمَ وَجْهَهُ شَرْقِيَّا؟
مَا عُمْرُهُ؟ مِنْ أَيْنَ جَاءَ؟ وَهَلْ لَهُ
وَطَنٌ؟ أَيَمْلِكُ كُنْيَةً وَسَمِيَّا؟
أَقْسَمْتُ لِي بِاللهِ: "إِنِّيَ مُفْرَدٌ"
لَا شِرْكَ فِي دَعْوَايَ، لَسْتُ عَصِيَّا
اللهُ يَعْرِفُ حِينَ أُذْنِبُ - مُخْطِئاً
كَالنَّاسِ - أَنِّي لَا أُطِيقُ مُضِيَّا
سُرْعَانَ مَا آوِي إِلَيْهِ، وَعِلَّتِي
ذَنْبِي، وَأَسْأَلُ أَنْ أُرَدَّ تَقِيَّا
أَغْدُو خَفِيفاً بَعْدَهَا كَفَرَاشَةٍ
كَالْمَاءِ يَنْبَعُ صَافِياً.. وَنَقِيَّا