يا غصّةَ النّايِ والموّالُ يخْنُقُهُ دمْعُ العراقيّ والآهاتُ أشباهُ
لولا الجِراحُ لما أسفرتَ عن لغةٍ الضّادُ غُرّتُها إن زلّتِ الآهُ
بغدادُ يا وجعَ التّاريخِ في كُتُبٍ رفُوفُها النّهرُ والأَعلامُ مَجرَاهُ
كلُّ العَواصِمِ خَطّ الحِبرُ سِيرَتَها ووحدكِ الماءُ يروي ما جَهِلنَاهُ
نهراكِ سيفُ عليّ شُعْبَتَاهُ دمٌ ويحَ الرّقابِ إذا حرباً حَمَلْنَاهُ
هذي الخيامُ وآلُ البيتِ غُرّتُها أسيافُهُم إن تَبَدّى الغدرُ تغشاهُ
وَضّأتُ سيفيَ في "الأنبار" علّ دمي عن كربُلاء يُجلّي ما أفكناهُ
مثلّثُ السنّة الغرّاء يُرعِبُهُم ويُنزٍلُ الموتَ في من جاء ينعاهُ
كما الحسين يلاقي الموت مبتسما إنا أحقُّ به فيما تبعناهُ
سلوا العلوج إذا بغداد تُرمقهم موتا بقنّاص ما خاب مرماهُ
كأنه الصقر والرّقطاء تعرفه فظنّتِ الجحر حرزا حين تلقاهُ
النخلُ ينبُتُ ألغاماً فَدَوْحتُنا آلُ الطغاة فتيهوا مثل من تاهوا
قل للكثيبِ وريح الغزوِ تَجْرِفُه غدْرُ الرمالِ قديماٌ قد خبرناهُ
هذي العراقُ شموخُ النّخلِ يحرُسُها وزارعُ الشوكِ لا حرزٌ ولا جاهٌ
نادتك يا ابن عراقِ الطّهرِ أرْملةٌ من سِجْنها تبكي أوّاه أوّاه
زوجي شهيدٌ وذنبي من جريرته أنّي بجنّاتِ الفردوس حسناه
أين الغَيارى وجرحِي غيرُ ذي بَرَءٍ ومؤنسِي الليلُ إن ناديت: اللهُ
حاججتُ بالله كلّ السافحين دمي وكلّ منشَغلٍ أغرته دنياه
يا هدأة الحق والإيلامُ في يدها ويح الذي حُلمُنا للظُّلمِ أغراهُ
ألفى العشائرَ والطوفانُ من دمِها لا عاصمَ اليومَ من ثأرٍ وَرِثْنَاهُ
أشلاؤُنا الفُلْكُ تُنْجِي زوجَ أخْيِلَةٍ ليولدَ الشّعرُ حُرّاً ما نَظَمْنَاهُ