لا الفوزُ فخرٌ .. لا الهزيمةُ عارُ سِيَّان فينا .. جنَّةٌ أو نارُ
بتنا كلوحِ الفُلْكِ شرَّدهُ الهوا يقتادُنا من عجزِنا التيَّارُ
كأسُ اجتثاثِكَ فوق طاولةِ اجتماعِ القومِ يا أقصى الجذورِ تُدارُ
لا الآهُ منكَ تفضُّ سكرتَنا ولا لأنينِ حزنِكَ في الخَمارِ مسارُ
بدمي حصارُكِ ما يزالُ يمضُّني يا قدسُ .. يا وجعَ الضِّميرِ يُثارُ
مصلوبةُ الأحلامِ أنتِ مدينتي ولكلِّ وجهٍ للفجورِ جدارُ
مذ غابَ يوسفُ ضاعَ ريحُ قميصِهِ فمتى تُردّ لأمَّتي الأبصارُ؟
ما حوتُ بحرِكِ يلفظُ الأوَّابَ أو بعصىً تُشقُّ بطونُها الأنهارُ
يا غُصَّةَ الحزنِ الملبّدِ في فمي شلَّتْ حبالَ الصَّرخةِ الأخبارُ
وتبلَّمت لغةُ العزاءِ وضلَّ في بوحِ الأديبِ النَّثرُ والأشعارُ
يرنو إليكِ من البعيدِ تلهُّفي وتعيقُني عن ضمِّكِ الأسوارُ
ما دنَّسوكِ وليس يقلقُني غدٌ تتبرَّئينَ ويبرأُ الأطهارُ
في كلِّ ليلٍ مظلمٍ وعدٌ لهُ لا يخلفُ الميعادَ فيكِ نهارُ
أكنافُكِ الزُّهرُ امتدادُ توهُّجٍ هيهاتَ تخبو في الشُّموسِ النَّارُ
لكنَّما تبكيكِ عينُ كلالةٍ جوفاءُ .. تبْدي عجزَها .. مِدْرارُ
فإذا سهرْتِ فذاكَ ليلُ الشَّامِ طالَ وبوغِتَتْ من صبحِها الأنبارُ
وتشتَّتَتْ في مصرَ أحلامٌ لنا وتناوبَتْ في نومها الأمصارُ
وا مقدسيَّ المجدِ صوتُكَ مُلهِبي وعلى صداهُ تكبِّرُ الأحرارُ
ثاروا لأنَّكَ في سَما أهدافِهمْ نجمٌ بوعد ضيائِهِ قد ساروا
يا من بكَ الصَّولاتُ تسرجُ نصرَها لكَ لا يُشقُّ إذا حملْتَ غُبارُ
قوَّضْتَ أجحارَ العِدا بإرادةٍ وأُشيدَ من أحجارِكَ الإصرارُ
ويلٌ لمنْ خرقوا الخطوطَ تجبُّرًا في حرمةِ الليثِ الهصورِ وجاروا
ما أرشَدَتْهمْ سيرةُ الماضينَ قطُّ ولا درَوْا .. ما بلَّغَ الأحبارُ
أنَّ انتحارَ البغيِ فيكَ مقدَّرٌ جبَّارُ يشْدُدُ أزرَكَ الجبَّارُ
وبراقُ فجرِكَ كم أطالَ معارجًا فوق السَّحابِ تحفُّهُ الأنوارُ
ماذا يُقالُ؟ .. وما نُفِعْتَ بقالةٍ يومًا .. وهل يُستنصَرُ الثرثارُ؟
ماذا لديَّ؟ .. أنا العييُّ كأمَّتي أفديكَ؟.. هل يفدي النُّسورَ هزارُ؟



