| 
 | 
| بحرٌ من الخيرِ أم رَحبٌ من النِّعَمِ | 
 | 
 | 
يا دُرَّةَ الكونِ يا ياقوتة الأممِ | 
| قد فاض شوقي وعشقي لستُ أكتُمُهُ | 
 | 
 | 
يا قِبلةَ الحب والعُشّاقِ والخدمِ | 
| روحي فداكم وجسمي طوعُ أمركمُ | 
 | 
 | 
يا أكرمَ الخلقِ فاقبلني ولا تَلُمِ | 
| فإن تدعني لعصياني أَمُتْ كَمَدا | 
 | 
 | 
وإن تَمُنَّ فتاجُ الجودِ والكرمِ | 
| وقد وقفتُ بباب الوصلِ مبتهِلا | 
 | 
 | 
مُطَأطِئ الرأسِ أرجو الخدَّ للقَدَمِ | 
| ما ضلَّ من يقتفي أنوارَكُم أبدًا | 
 | 
 | 
يا مَنبعَ النورِ في دوامةِ الظُّلَمِ | 
| فمن سواكم حبيبي يُستضاءُ بِهِ | 
 | 
 | 
إن أظلَمَ الكونُ بينَ التيهِ والعَدَمِ | 
| ومن سواكم يُرَجّى للهدى أملًا | 
 | 
 | 
إن حالَ حاليَ بين الوصلِ والنِّعَمِ | 
| طال اشتياقي لوصلٍ منكَ يا أملي | 
 | 
 | 
متى تَمُنُّ على صَبٍّ بِكُم سَقِمِ | 
| بكى فؤادي لطولِ البُعدِ في ألمٍ | 
 | 
 | 
فكَفكَفت دمعَهُ آمالُ معتَصِمِ | 
| بالحُبِّ أحيا وأرقى كلَّ مستَنَمِ | 
 | 
 | 
قلبي وروحي فداءُ الحبِّ والألمِ | 
| فالقلبُ لولا الهوى ما ذاقَ بهجتَهُ | 
 | 
 | 
والروحُ لولا الجوى لم ترقَ أو تَهِمِ | 
| وأعذبُ الحُبِّ عشقٌ ليس يبلغُهُ | 
 | 
 | 
إلا الذي هامَ بالمختار من إِضَمِ | 
| أستغفرُ اللهَ إن قصَّرتُ فيهِ وَلَمْ | 
 | 
 | 
أُوفِ الحبيبَ بصدقِ الحُبِّ والندمِ | 
| على المعاصي التي قد خضتُ لُجَّتها | 
 | 
 | 
حتى رمتني إلى شَطٍّ من الحُمَمِ | 
| وأسلمتني أسيرَ النفسِ تجلِدُني | 
 | 
 | 
في كُلِّ حينٍ بألوانٍ من الظُّـلَمِ | 
| أمّارةُ السوءِ لا إحسانَ يردعُها | 
 | 
 | 
جَبّارةٌ في الهوى تمضي بلا لُجُمِ | 
| كم عذَّبت خِسَّةً روحي مُبدِّلةً | 
 | 
 | 
قلبي لذيذَ الرِّضا بعَلقَمِ النِّقَمِ | 
| وكم أضلتهُ مِن بعد الهدايةِ إذ | 
 | 
 | 
تُغريهِ حينَ تُذيبُ السُّمَّ في الدَّسَمِ | 
| والنفسُ إن تُرِكَتْ أَودَتْ بصاحِبِها | 
 | 
 | 
سُبْلَ الهَلاكِ وإن ألجمتَها تَجِمِ | 
| وليسَ يُلجِمُها إلا الخبيرُ بها | 
 | 
 | 
فالزمْ حِماهُ تكنْ معْ خيرِ ملتَزَمِ | 
| وبادِرَنْ توبةً صحت عزيمتُها | 
 | 
 | 
فاللهُ يقبلُ من قد تابَ في ندم | 
| ولا تَغُرَّكَ أعمالٌ تطولُ ولا | 
 | 
 | 
حسنُ الشبابِ ولا ممطولةُ الهِمَمِ | 
| ولا تُسَوِّفْ فإنَّ الموتَ يأتي بلا | 
 | 
 | 
إذنٍ فيفترسُ المفجوءَ بالنِّقَمِ | 
| والجأ لجودِ رسولِ الله إن له | 
 | 
 | 
من العِنايَةِ حِجْرًا كاملَ النِّعَمِ | 
| يختارُ من سعِدتْ بالوصلِ مُهجتُهُ | 
 | 
 | 
فيصطفيهِ حبيبُ اللهِ بالكرَمِ | 
| ومن تكن من رسولِ الله قُربَتُهُ | 
 | 
 | 
نال المعاليَ واستولى على العِظَمِ | 
| فمن كطه اكتمالا في محاسِنِهِ | 
 | 
 | 
كأنه الحُسْنُ في خَلْقٍ وفي شِيَمِ | 
| فأحورُ العينِ مَكحُولٌ به دَعَجٌ | 
 | 
 | 
أَزَجُّ أَقرنُ مربُوعٌ بلا تُهَمِ | 
| إذا تَرشَّحَ ضاعَ المسكُ وانحدرت | 
 | 
 | 
قطرُ الجُمانِ لمشتاقٍ ومُغتَنِمِ | 
| كالسَّيلِ يمشي إذا ما جَدَّ في طَلَبٍ | 
 | 
 | 
أو الهُوَينى مع الأطفالِ في كرمِ | 
| يا أبلجَ الوجه يُستسقى الغمامُ بهِ | 
 | 
 | 
أوتيتَ حُسنَ الوَرى مِن دونِ مُقتَسِمِ | 
| فمِن جلالكَ هاب الناظرونَ لكم | 
 | 
 | 
وفي جمالكَ أمسَوا أعشقَ الخَدَمِ | 
| يرجون نيل رضاكم .. لا يَقِرُّ لهم | 
 | 
 | 
حتى اللقا خاطرٌ في الصحوِ والحُلُمِ | 
| يا عاشق المصطفى أهدِ الصلاةَ لهُ | 
 | 
 | 
عساكَ تُبصرهُ يومًا بلا غَسَمِ | 
| وإن سُئِلتَ فمن في الكونِ قاطبةً | 
 | 
 | 
مِنَ الخلائقِ لم يُدرك ولم يُرَمِ | 
| فقُلْ بكلِّ يقينٍ غيرَ مُلتَبِسٍ | 
 | 
 | 
مُحَمَّدٌ خيرُ خلقِ اللهِ كُلِّهِمِ | 
| مُحَمَّدٌ لا يُدانى في شمائلِهِ | 
 | 
 | 
ولا يُقارَنُ بل يعلو على الأُمَمِ | 
| مُحَمَّدٌ سيد السادات ، ما طلعت | 
 | 
 | 
شمسٌ على مثلِهِ .. كلا ولم تَنَمِ | 
| ولا تقرَّبَ للمعبودِ يَشهَدُهُ | 
 | 
 | 
مثلُ الحبيبِ ولا جبريلُ ذو العِظَمِ | 
| فلو تجاوزَ بعدَ الحدِّ أحرقَهُ | 
 | 
 | 
أما محمدُ فاستدناهُ ذو النِّعَمِ | 
| يا أكرَمَ الخلقِ عند اللهِ مَنزِلَةً | 
 | 
 | 
سبحانَ من بِكُمُ أَسرى إلى حَرَمِ | 
| في ليلةٍ عطَّرَ الأكوانَ سيدُها | 
 | 
 | 
وفاضَ أنوارُها في الأربُعِ الدُّهُمِ | 
| صليتَ بالرُّسْلِ تأكيدًا لمَنزلةٍ | 
 | 
 | 
أُوليتَها فوقهم يا خيرَ مؤتَمَمِ | 
| وخَصَّكَ الله بالمعراجِ مُرتقيًا | 
 | 
 | 
فاجتزتَ مخترقَ الأطباقِ والقِمَمِ | 
| لِكلِّ مُقتربٍ حَدٌّ يُحَدُّ بهِ | 
 | 
 | 
وأنتَ يا سيدي تعلو بلا جَشَمِ | 
| حتى بلغت مقام القُرب وانكشفت | 
 | 
 | 
لك الستورُ فلم تُصعَق ولم تُضَمِ | 
| ونِلتَ مَنزلةً ما نالها أحدٌ | 
 | 
 | 
من خالِقِ الكونِ والإيجادِ والعَدَمِ | 
| فمن كأحمدَ يومَ الحشرِ ينفعُنا | 
 | 
 | 
إذا فزعنا ولم نظفر بمُعتَصَمِ | 
| هو الشفيعُ الذي يقولُ هأنذا | 
 | 
 | 
إذا الجميعُ توارَوا دون مُقتحِمِ | 
| بهِ الخلائقُ لاذت يومَ مَحشرها | 
 | 
 | 
فقال إني لها .. غوثٌ من الغُمَمِ | 
| فأمَّتي أُمَّتي .. في الحَشرِ يُرسِلُها | 
 | 
 | 
حتى يُجابَ بما يُرضيهِ من نِعَمِ | 
| " سل تُعطَ ، واشفعْ تُشَفَّعْ " تلك مَنزِلَةٌ | 
 | 
 | 
ليست لغيرِ أبي الزهراءِ في الأمَمِ | 
| فيحمدُ اللهَ كنزًا من مَحامِدِهِ | 
 | 
 | 
فيُستَجابُ لهُ .. يا فرحَةَ النَّسَمِ | 
| هو الرؤوفُ الرحيمُ ليس يترُكُنا | 
 | 
 | 
حتى نجوزَ من الأهوالِ والقُحَمِ | 
| فالمصطفى كان في الدنيا هدايتنا | 
 | 
 | 
وفي القيامة منجاةٌ من الحُمَمِ | 
| قد أسعد الأرضَ والأفلاكَ مولِدُهُ | 
 | 
 | 
فعَمَّتِ الكونَ أنوارٌ بلا سُدُمِ | 
| فاليوم يولد أعلى الخلق منزلةً | 
 | 
 | 
وأطهرُ الناس من عُربٍ ومن عَجَمِ | 
| واليوم يُكسى جبـيــنُ الأرضِ دُرَّتَهُ | 
 | 
 | 
ويعبَقُ العطرُ في الوديانِ والأَكَمِ | 
| ويشرقُ الصدقُ في الآفاق مبتسمًا | 
 | 
 | 
ويُنذَرُ الكفرُ بالإزهاقِ والثَّرَمِ | 
| شُرْفاتُ إيوانِ كسرى أذعنت فهوت | 
 | 
 | 
لله ساجدةً تبكي من النَّدمِ | 
| وماءُ ساوةَ غاض اليوم مبتهلا | 
 | 
 | 
واستحيتِ النارُ رغمَ السَّجْرِ والضَّرَمِ | 
| وفرَّ كل قعيدِ السمعِ مرتجفًا | 
 | 
 | 
من حارقِ الشُّهبِ أو من دامِغِ الرُّجُمِ | 
| فيوضُ أنوارِ طهَ منذ مولدِهِ | 
 | 
 | 
إلى القيامةِ تُنجي كُلَّ مُعتصِمِ | 
| نفسي فِداهُ فكم ضُرٍّ تَحمَّلَهُ | 
 | 
 | 
حتى يُبَلِّغَنا الإسلامَ في أَمَمِ | 
| أبكي دمًا قبلَ دمعِ العينِ من أَسَفٍ | 
 | 
 | 
لِما أصابَ رسولَ اللهِ من وَصَمِ | 
| كم كَذَّبوهُ وكم آذَوهُ ويحَهُمُ | 
 | 
 | 
بَل قاتَلُوهُ وأَدْمَوا غُرَّة العَلَمِ | 
| وعذبوا صحبَهُ حتى ارتقت وعلت | 
 | 
 | 
سُمَيَّةُ الحقِّ صبرًا دونَ مُنتَقِمِ | 
| وياسرٌ زوجُها أكرمْ بموعِدِهِمْ | 
 | 
 | 
في جنةِ الخُـلدِ قد فازوا بمُختَتَمِ | 
| وحاصروهُ سنينًا معْ أقارِبِهِ | 
 | 
 | 
وصَحبِهِ دونَ إشفاقٍ على رَحِمِ | 
| حتى إذا أكلوا الأشجارَ من سَغَبٍ | 
 | 
 | 
واستَنهَكَ الظُّلمُ فيهِم كُلَّ ذي شَمَمِ | 
| وأسلَمتْ روحَها قُربًا لبارئِها | 
 | 
 | 
خديجَةُ الحُسنِ من سادَتْ على الأمَمِ | 
| وماتَ من كانَ مأواهُ ونصرتَهُ | 
 | 
 | 
ولم يُسلِّمْهُ يومًا عابدي الصنمِ | 
| شاء القديرُ بأن يُنهي ابتلاءَهُمُ | 
 | 
 | 
بدودةٍ أكلت وثيقةَ الظُّلُمِ | 
| فباسمكَ اللهُ تبقى خيرَ شاهدةٍ | 
 | 
 | 
على المهيمنِ أخزى كُلَّ مُحتَكِمِ | 
| يا ليتَ لي مثلَهُمْ وعدًا بصُحبَتِهِ | 
 | 
 | 
إذن لدامَ سروري وانتهى ألمي | 
| وليتني معهُ في يومِ هجرَتِهِ | 
 | 
 | 
أحمي حِماهُ وأفدي روحَهُ بِدَمي | 
| إذ فارقَ الأرض والأحبابَ في أَلَمٍ | 
 | 
 | 
لينشُرَ النورَ رغمَ القهرِ والظُّلَمِ | 
| واستصحَبَ الصادقُ الصِّدِّيقَ يُؤنِسُهُ | 
 | 
 | 
في هِجرَةٍ صانَها الرحمنُ من قِدَمِ | 
| واسأل سراقةَ إذ ساخت سنابِـكُهُ | 
 | 
 | 
حتى استجار ثلاثًا مُظهرَ النَّدَمِ | 
| وزاده سيدي من فضله كرما | 
 | 
 | 
سوار كسرى بوعدٍ غيرِ مُنخَرِمِ | 
| واسأل قريشًا ببابِ الغارِ إذ وقفوا | 
 | 
 | 
يرجون إفكًا فنالوا شرَّ مُنهَزَمِ | 
| عن عنكبوتٍ أضلَّتهُمْ بأوْهَنِها | 
 | 
 | 
وعن حَمامٍ حَمى المعصومَ من طُغَمِ | 
| فيمكرون بليلٍ لا نهارَ لَهُ | 
 | 
 | 
والله يمكرُ .. ما الإصباح كالغَسَمِ | 
| يمضي الحبيبانِ أسماءٌ تُمِدُّهما | 
 | 
 | 
ذاتُ النطاقين أكرمْ بابنةِ الكرمِ | 
| حتى إذا أشرقت أرجاء طيبةَ بالــ | 
 | 
 | 
أنوارِ وانتشرت مِسكًا بغيرِ دَمِ | 
| فاضت بأنصارها من كُلِّ ناحيةٍ | 
 | 
 | 
يستبشرون بما حازوهُ من نِعَمِ | 
| ويشكرون طلوع البدر بينهمُ | 
 | 
 | 
من بَعد ليلٍ بهيمِ الشرِّ مُضطرمِ | 
| فآثروا إخوة الإسلام واقتسموا | 
 | 
 | 
أموالهم بل أرادوا قسمة الحُرَمِ | 
| وبايعوا المصطفى ما سَرَّ خاطرَهُ | 
 | 
 | 
ببيعة الصدق في حربٍ وفي سَلَمِ | 
| كانوا رجالا وأوفوا كُلَّ عهدهمُ | 
 | 
 | 
ثم ارتضوا أحمدًا في كُلِّ مُقتَسَمِ | 
| منهم قضى نحبه .. وثَــمَّ منتظِرٌ | 
 | 
 | 
فلم يُبَدِّلْ عهود الصدقِ والذِّممِ | 
| في كل موقعة للحق تُبصرهم | 
 | 
 | 
أُسودَهُ تَنهشُ الأوباشَ كالغنمِ | 
| وإن أتى مَغنَمٌ عفُّوا وقد قنعوا | 
 | 
 | 
بالمصطفى في حماهم خيرَ مغتَنَمِ | 
| يا سعدهم إذ دعا الرحمن يرحمهم | 
 | 
 | 
وكُلَّ أبنائهم طُرّا بلا سَدَم | 
| وقال لو خالف الأنصار غيرهمُ | 
 | 
 | 
لاختار شِعْبَكُمُ – لا غيرَهُ – قدمي | 
| في مَنْعَةٍ مِنهمُ لاقى أعاديَهُ | 
 | 
 | 
فاحتزَّ أعناقهم في كُلِّ مُصطَدَمِ | 
| واسأل ببدرٍ قليب الكفرِ كم جمعت | 
 | 
 | 
من كُلِّ جائفَ مقطوعِ الوتينِ عمي | 
| كم عذبوا من ضعيف في ديارِهُمُ | 
 | 
 | 
حتى اعتلاهم بمُجتَـزٍّ ومُصطَلِمِ | 
| وجَرَّ رأسًا أَذَلَّ الكفرُ عِزَّتَها | 
 | 
 | 
مَن كانَ أمسًا يُنادى راعيَ الغَنَمِ | 
| وعدٌ من اللهِ أوفاهُ لمن صَبروا | 
 | 
 | 
من يصدقِ اللهَ يَصدُقْهُ وينتَقِمِ | 
| حتى إذا فُتحت أمُّ القرى لهُمُ | 
 | 
 | 
نصرًا من الملكِ الجبارِ ذي القلمِ | 
| قال اذهبوا وعفا عنهم وأطلقهُم | 
 | 
 | 
برحمةٍ مُزجَت بالفضلِ والكرمِ | 
| العز بالدين لا بالجاه والذهبِ | 
 | 
 | 
متى ارتقينا به سُدنا على الأممِ | 
| والدينُ علمٌ وأخلاقٌ ومُعتَقَدٌ | 
 | 
 | 
فاتبَعْ رسولكَ فيهم تُهدَ للحِكَمِ | 
| واحذر هواكَ فما والاهُ ذو غَفَلٍ | 
 | 
 | 
إلا هوى هالكًا في كُلِّ مُلتَطَمِ | 
| ما ضل من كان خيرُ الخلق قدوتَهُ | 
 | 
 | 
في القولِ والفعلِ والأحوالِ والشِّيَمِ | 
| حُبًا وصدقًا وإجلالًا ومكرمةً | 
 | 
 | 
لمن أظلَّتهُ حُبًا أشرفُ الغِيَمِ | 
| وللذي لَبَّتِ الأشجارُ دعوتَهُ | 
 | 
 | 
وحنَّ شوقًا إليهِ الجِذعُ في ألمِ | 
| وانشقَّ بدرُ الدجى كيما يُصَدِّقَهُ | 
 | 
 | 
من أعرضوا ثم قالوا: ساحرُ الحَرَمِ | 
| كم من مريضٍ شكا من طولِ عِلَّتِهِ | 
 | 
 | 
حتى شفتهُ يدُ المحبوبِ من سَقَمِ | 
| واسأل قتادةَ عن عَينٍ براحتِهِ | 
 | 
 | 
يومَ افتدى من سهامِ الكفر خيرَ فَمِ | 
| فردها بيمينٍ لا يُرَدُّ لها | 
 | 
 | 
من صاحبٍ الأمرِ أمرٌ مُكرَمُ الذِّمَمِ | 
| فليتني كنتُ أفدي وجهَهُ بدمي .. | 
 | 
 | 
وليتَ عينيَّ ذاقا نظرةَ الرُّحُمِ | 
| لما اشتكى جيشهُ في الحَرِّ من عطشٍ .. | 
 | 
 | 
ولاذ بالمصطفى كالزرعِ بالدِّيَمِ | 
| تفجر الماءُ يجري من أصابِعِهِ | 
 | 
 | 
حتى ارتوى وتوضا كُلُّ مستلِمِ | 
| لو لم يكن لرسولِ اللهِ معجزةٌ | 
 | 
 | 
إلا الكريمُ الذي أوحاهُ ذو الكرمِ | 
| لأذعنت لكتابِ اللهِ خاشعةً | 
 | 
 | 
عقولُ أهلِ النُّهى والعلمِ والحِكَمِ | 
| نورٌ من اللهِ لا تفنى عجائبُهُ | 
 | 
 | 
وليس يَخلَقُ من ردٍّ ومن قِدَمِ | 
| من ابتغى في سواهُ الهَديَ أُضلِلَهُ | 
 | 
 | 
وذاق من حاد عنهُ بأسَ مُنتقِمِ | 
| وقولُهُ الفصلُ صدقٌ غيرُ ذي عِوَجٍ | 
 | 
 | 
وحكمهُ العدلُ حقٌ غير مُنقَصِمِ | 
| وأهلُهُ أهلُ ربِّ الكونِ خصَّهُمُ | 
 | 
 | 
بالقرب والنور والإكرام والعِظَمِ | 
| هو اصطفاهم فَوفَّاهُمْ وزادَهُمُ | 
 | 
 | 
نعمَ الشكورُ بلا مَنٍّ ولا نَدَمِ | 
| يا رب فاقبل مُحِبًّا في رحابهِمُ | 
 | 
 | 
يرجو عطاءكَ يا ذا الجودِ والكرمِ | 
| يا رب صل على المختار سيدنا | 
 | 
 | 
في كل حينٍ وسلم دون مُختَتَمِ | 
| وآله الكُمَّلِ الأطهارِ سادتنا | 
 | 
 | 
منابعِ النورِ والإحسانِ والنِّعَمِ | 
| وخُصَّ منهم عليا زوجَ فاطمةٍ | 
 | 
 | 
ربيبةِ الطهرِ أم السادةِ العِظَمِ | 
| سِبطَيْ رسولِ الورى أكرم بنسلهما | 
 | 
 | 
فرعِ الحبيبِ إلى الأصلِ الكريمِ نُمي | 
| أفدي حُسينًا شهيدَ الظلمِ مُحتَـسِبًا | 
 | 
 | 
وصاحب الصُّلحِ سادَ القومَ بالحِكَمِ | 
| يا رب وارضَ عن الأحباب كُلِّهِم | 
 | 
 | 
صحبِ الرسولِ ذوي الأنوارِ والهِمَمِ | 
| وعن أبي بكر ثاني اثنينِ ضمَّهُما | 
 | 
 | 
غارُ المحبةِ والإخلاصِ والعِصَمِ | 
| وعن أبي حفص مولانا وسيدِنا | 
 | 
 | 
رمزِ العدالة من يخشاهُ كُلُّ كَمي | 
| وعن شهيدِ كتاب الله تٓـندُبُهُ | 
 | 
 | 
دماءُ مصحفِ ذي النورينِ والكرمِ | 
| وعن أبي حسنٍ زوج البتولِ أُفٓــد | 
 | 
 | 
يــهِ بروحيَ والأموالِ والخُذُمِ | 
| وارحم من امتدحوا خيرَ الورى مِقَةً | 
 | 
 | 
وارزقهُمُ النورَ في الإصباحِ والعَتَمِ | 
| حسّانَ وابنَ زُهَيرٍ من صحابتِهِ | 
 | 
 | 
والقائدَ ابنَ رواحةٍ أبا الحُزُمِ | 
| وصاحبَ البُردةِ الميمونُ سيرتُهُ | 
 | 
 | 
ومن على نهجها قد جادَ بالدِّيَمِ | 
| واغفر لشيخي فكم للخيرِ أرشدني | 
 | 
 | 
حتى تسامى لطه مادحًا قلمي | 
| وارحم أبي صاحبَ الأفضال علَّمَني | 
 | 
 | 
حُبَّ القريضِ وحُبَّ المصطفى العَلَمِ | 
| فكُلُّنا لرسولِ اللهِ مُلتجئٌ | 
 | 
 | 
عساهُ يقبلُنا يومًا من الخَدَمِ | 
| يا رب هذي ذنوبي لستُ أُنكِرها | 
 | 
 | 
وأنتَ تعلم ما يخفى من الجُرُمِ | 
| ذنبي عظيمٌ وظني فيكَ تغفرُهُ | 
 | 
 | 
وترحمُ الضعف يا ذا الفضلِ والكرمِ | 
| بل تُبدِلُ الذنب إحسانًا وتُضعِفُهُ | 
 | 
 | 
بلا حسابٍ ولا حدٍّ ولا ألمِ | 
| فإن حُبَّ رسولِ اللهِ في كبدي | 
 | 
 | 
والشوق يلهبني في كل مُنتَسَمِ | 
| في جيرةِ المصطفى نُشِّئتُ مِن صغري | 
 | 
 | 
وفي هواهُ تهاوت أدمعي بدمي | 
| وباسمهِ شَرُفَ اسمي وازدهى فرحًا | 
 | 
 | 
" وكيفَ لا يتسامى بالنبيِّ سمي " | 
| لعلني حينَ يبكي الناسُ من فَزَعٍ | 
 | 
 | 
يضمني في حِماهُ غيرَ منصَرِمِ | 
| ما ضيمَ من ضَمَّهُ المأمولُ شافعُنا | 
 | 
 | 
دنيا وأخرى وفي محياهُ في الرَّجَمِ | 
| فابسط عليَّ جَناحَ الحُبِّ يا أملي | 
 | 
 | 
ويا شفيعيَ في الدارينِ والدُّهُمِ | 
| يا سيدي وأجرني كُلَّ ضائقةٍ | 
 | 
 | 
ما خابَ مَن بكمُ قد لاذ في القُحَمِ | 
| ما أَمَّكُمْ عاشقٌ يرجو محبَّتَكم | 
 | 
 | 
بالصدقِ إلا وكنتم خيرَ مُؤتَمَمِ | 
| ولا استجارَ بكم في ضِيقِهِ وَصِبٌ | 
 | 
 | 
إلا أَجَرتُمْ وكنتمْ قلعَةَ الكَرَمِ | 
| وإنني مُدْنَفٌ لا شيء يُسعِفُني | 
 | 
 | 
إلا رضاكم أيا بُرئي ويا سَقَمي | 
| فامنن عليَّ بوصلٍ لا يفارقني | 
 | 
 | 
ولو بجنة عدنٍ فاللقا نِعَمي | 
| صِلْني حبيبي ولا تَحجُب أسيرَ هوًى | 
 | 
 | 
عنِ اللقاءِ شهودًا غيرَ مُنكَتِمِ | 
| وأذن لقبري يكنْ في قُربِ ساحَتِكُمْ | 
 | 
 | 
قد عشتُ فيها فهلا كان مُختَتَمي | 
| عسايَ أُبعَثُ يومَ الحشرِ من جَدَثي | 
 | 
 | 
مُؤَمَّنًا بجوارٍ غيرِ منخَرِمِ | 
| عليكَ مني صلاةٌ لا انقطاعَ لها | 
 | 
 | 
في كُلِّ حِينٍ تُرَوِّي قلبَ كُلِّ ظمي |