كنت أظن أني نشرتها سابقا في الواحة، ولكن عندما بحثت عنها لم أجدها..أنشرها اليوم (ولعلها مرة أخرى)
إذْ يأسَنُ الماءُ لا غُُسْلٌ ولا شُرْبُ
..........................ولا نقاءَ لِيَحمِيَ جذرَهُ العُشبُ
في آسِن الماءِ يبْني الإثمُ طحْلبَهُ
.....................وَيبْتَني قصْرَهُ في الكوْكب الذَّنْبُ
ما زال يستعمر الأرْواحَ عوْسَجُهُ
...................على الضِّفافِ وَيُخفي غدْرَهُ الذِّئبُ
وَلمْ تزلْ في شغافِ القلبِ أمنيَة
........................فُراتها يصطفيهِ السائِغ العَذْبُ
تجري بأوْدِيَةِ في المُزْنِ دمْعَتُها
.....................لا ريْبَ فيها، وفيها ينبضُ القلبُ
لِتغسِلَ العُشبَ فالأعشابُ قانِطَةٌ
..................جذورُها في أَصيص ٍ دَكَّهُ الكَرْبُ
وَشانَهُ صَدَأٌ يلهو به عَبَثٌ
..............فالعشْبُ من ضَنَكٍ يزْري به الثوْبُ
الساقُ مائِلةٌ واللَّوْنٌ ممْتَقِعٌ
.........................قد ذلَّ أخْضَرُهُ أو نالَهُ الغُلْبُ
ما انْفَكََّ في ربْقة الأسْمالِ مُنكَفِياً
....................يحتلُّهُ الصَّبْرُ أوْ يجتاحُهُ الصَّعْبُ
فلْنوقِظ الغيْمَ وَلْنحْلِبْ سَحائِبَهُ
....................ليضْحَكَ العُشْبُ للأمْطار تنْصَبُّ
وَيستَعيدَ فَراشُ الحَقْل سُندُسَهُ
.....................وَيزْهِرَ الضّوءُ ألواناً لَها نصبو
في طيْفِها مَطرً في قَطْرهِ لُمَعٌ
..................كالنَّجْمِ في الجَوِّ مخطوفٌ به اللُّبُّ
ينثالُ في ألَقٍ كالبَرْقُ تنثُرُهُ
....................جَدائلُ الفَجْرِ في أعقابِها الخََطْبُ
إذْ تطلُعُ الشمسُ لا غرْبالَ يحْجِبُها
.................في الأفقِ مَوكبُها يَضنى به الغَرْبُ