آسِفٌ ! ، إنْ طرقتَ يا عيدُ بابي آيباً ، بعد فترةٍ من غيابِ . فتعجَّبتَ من سلوكي كثيراً وتساءلتَ : ما جرى لي ؟ وما بي .؟ ولماذا أبدو حزيناً كئيباً غير مستبشرٍ بهذا الإيابِ . لم أقابلْكَ مثلما كنتَ ترجو بكمانٍ ، وطبلةٍ ، وربابِ . ما تبسَّمتُ ، أو دعوتُ لحفلٍ أو عَشاءٍ ، أو سهرةٍ ، أصحابي . كلما رنَّ هاتفي ، قلتُ للطالبِ : " عيدٌ مباركٌ " باقتضابِ . ليس من زينةٍ على باب بيتي أو عطورٍ ، تفوح من أعتابي . ليس عندي ، يا عيدُ ، مَنٌّ وسلوى وطعامي ، لم يختلفْ ، وشرابي . قهوتي " سادةٌ " ، ككل صباحٍ ومساءٍ ، والماءُ في أكوابي . ومن السوق ما اشتريتُ جديداً ولبستُ القديمَ من أثوابي . وكأنِّي لم أحسِب اليوم هذا يومَ عيدٍ ، لمَّا حسَبتُ حسابي . فلْتعاتِبني .. ولْتلُمني فإني مستعدٌ ، للوْمِ أو للعتابِ . وإذا ما وجدتني مكتئباً ولمستَ البرودَ في أعصابي . لا تسلني ..ما السر في لامبالا تيَ أو في تعاستي واكتئابي. وتأكَّدْ .. بأنَّ لي ألفَ عذرٍ وتأكَّدْ .. بأنَّ لي أسبابي . وبأني واعٍ ، بكامل وعيي جئتَني أنت كي تُطِير صوابي .! فلتحاولْ .. يا عيدُ ، فهمي وحاولْ مرةً ، في حياتكَ ، استيعابي . أي دربٍ ، سلكتَه أيها العيدُ ، وهل زرتَ ، يا ترى ، أحبابي .. في فلسطينَ ، ؟هل نزلتَ إلى الود يان فيها ، وهل صعدتَ الروابي .؟ هل رأيتَ الخيامَ تقذفها الري حُ بعيداً ، في جيئةٍ وذهابِ ؟ هل رأيتَ البيوتَ تُهدمُ ؟ قلْ لي : هل توقعتَ حجم ذاك الخرابِ .؟ هل رأيتَ الدموعَ في أعين الناسِ ، وأدركتَ ما بهم من عذابِ .؟ هل رأيتَ الأطفالَ ، يقضون أيامكَ ، يا عيدُ ، دون ما ألعابِ .؟ أو مراجيحَ او ملاهٍ ، ولمَّا جئتَهم ، قابلوكَ باستغرابِ . ؟ هل سمعتَ الأقصى ينادي : " هلمُّوا .! أنقِذوني .. من اليهود الكلابِ " . ؟! هل رأيتَ الجوابَ ؟! وهو دماءٌ .. حول أسواره ، لخير الشبابِ . نحنُ بين الشعوب معجزة العصر، غدونا ومبعث الإعجابِ . في الأعالي نحيا ، إذا ما أردنا وطناً ، كي نعيشَ فوق الترابِ .! أي عيدٍ ؟ ولم نزل في لجوءٍ ونزوحٍ ، وغربةٍ ، واغترابِ .؟ أي عيدٍ ؟ بدون أهلي وصحبي وجبالي ، وأبحري ، وهضابي .؟ وانسحابِ المحتلِّ من كل أرضي أي عيدٍ هذا ؟ بدون انسحابِ .؟! أيها العيدُ ، كنْ سعيداً ، وعُدْ لي حينها ، ألتقيك بالترحابِ



رد مع اقتباس
أما ما قلته بوعي مني فهو ( حينها ألتقيك بالترحاب ) حيث فاعلاتن الأخيرة يوجد بها علة بالنقص وهو ما اصطلح على تسميته ( بالتشعيث ) حيث تصبح فاعلاتن على صورة ( فالاتن ) أو ( مفعولن ) وأنا أدرك أن هذا لم يرد في الأبيات الأخرى ولكني رخصت لنفسي ذلك على قاعدة ( يجوز للشاعر ..... ) مع قناعتي بأنني لا أستحق العلامة الكاملة على ذلك ولكن ما كان بالإمكان أكثر مما كان ( وقتها على الأقل ) 

